يحاول أتباع التيار العلماني المتطرف جاهدين ـ ولكن دون نجاح يذكر ـ رسم صورة عن أنفسهم كأنصار للعلم والبحث العلمي والفكر العقلاني. ويعتمدون في هذه المحاولة على شيئين:
ـ الاشتراك في الحروف الأصلية بين العلم والعلمانية، أي: ع ـ ل ـ م، والدماغ يربط بينهما بشكل تلقائي ولا شعوري كما هي طريقة اشتغال الدماغ التي تحدث عنها باحثون في المجال.
ـ استثمار معطيات تاريخية وثقافية، ولو من باب الإسقاط (والإسقاط عيب منهجي). فالإرث التاريخي الأوربي يحمل كثيرا من مواقف الخصومة بين الكنيسة والعلماء، ولم ينطلق العلم إلا بعد تخلصه من سلطة رجال الدين.
ليس هناك داع لدحض هذين الأمرين، خصوصا الأمر الثاني بالحديث عن علاقة الإسلام بالعلم وغير ذلك. فذلك أوضح من أن يحتاج إلى بيان. لكن الذي يحتاج إلى بيان هو التجربة الحقيقية للتيارات العلمانية وما هي الإضافات التي أضافوها إلى العلم بعد أن استتب لهم الأمر لعدة عقود، وصارت مناصب الحكم من نصيبهم، وتسلموا المسؤولية في التعليم والجامعات والمؤسسات الثقافية؟
وحتى لا يبقى الأمر غامضا وعاما، لنأخذ المغرب مثلا، وهو مثال جيد على تمكن التيارات العلمانية في السياسة والإعلام وغيرهما، ثم لنسأل عن الفتوحات العلمية العظيمة التي تحققت على أيديهم؟
سنظل نبحث في الإنجازات وستكون النتيجة: لا شيء.
أما الجهود "الجبارة" للتيار العلماني وكهنته، فلا تتجاوز الدفاع عن مهرجان موازين والبولفار وكناوة وملكة الجمال وحرية الإبداع في السينما والمسرح. وهذا كله مجرد رد فعل واضح على مواقف خصومهم من هذه المهرجانات.
فما علاقة ملكة الجمال بالكيمياء العضوية وما علاقة البولفار بالفيزياء النووية؟
أما إذا أرادوا تجاوز مجال الفن، فهناك مجال الإرث، إذ ترتفع الأصوات مطالبة بمساواة الذكر والأنثى في الميراث، في متاجرة واضحة بالدين، والمتاجرة بالدين هي التهمة الجاهزة لديهم ضد خصومهم المتدينين.
التيار العلماني يحاول أن يوهم الناس أن من يقفون ضد مهرجان كناوة لا يريدون الخير لهذا البلد، ومن يعارضون موازين يمثلون عائقا أمام التقدم، وهم في قراراة أنفسهم يعرفون أنهم كذابون أولا، وعاجزون ثانيا.
هم عاجزون عن تقديم أي شيء للبحث العلمي، لكنهم مجتهدون في تسويق صورة عنهم، كأناس محاريبهم هي المختبرات العلمية وشغلهم الشاغل هو البحث العلمي وإجراء التجارب.
فهل نجحوا في تسويق الصورة؟ بالطبع لا. وهم يعلمون ذلك ونحن معهم نعلم ذلك. والواقع الذي تعيش فيه البلدان العربية هو الدليل الواضح والفاضح على فشل العلمانيين.
بقلم: روبن هود
ـ الاشتراك في الحروف الأصلية بين العلم والعلمانية، أي: ع ـ ل ـ م، والدماغ يربط بينهما بشكل تلقائي ولا شعوري كما هي طريقة اشتغال الدماغ التي تحدث عنها باحثون في المجال.
ـ استثمار معطيات تاريخية وثقافية، ولو من باب الإسقاط (والإسقاط عيب منهجي). فالإرث التاريخي الأوربي يحمل كثيرا من مواقف الخصومة بين الكنيسة والعلماء، ولم ينطلق العلم إلا بعد تخلصه من سلطة رجال الدين.
ليس هناك داع لدحض هذين الأمرين، خصوصا الأمر الثاني بالحديث عن علاقة الإسلام بالعلم وغير ذلك. فذلك أوضح من أن يحتاج إلى بيان. لكن الذي يحتاج إلى بيان هو التجربة الحقيقية للتيارات العلمانية وما هي الإضافات التي أضافوها إلى العلم بعد أن استتب لهم الأمر لعدة عقود، وصارت مناصب الحكم من نصيبهم، وتسلموا المسؤولية في التعليم والجامعات والمؤسسات الثقافية؟
وحتى لا يبقى الأمر غامضا وعاما، لنأخذ المغرب مثلا، وهو مثال جيد على تمكن التيارات العلمانية في السياسة والإعلام وغيرهما، ثم لنسأل عن الفتوحات العلمية العظيمة التي تحققت على أيديهم؟
سنظل نبحث في الإنجازات وستكون النتيجة: لا شيء.
أما الجهود "الجبارة" للتيار العلماني وكهنته، فلا تتجاوز الدفاع عن مهرجان موازين والبولفار وكناوة وملكة الجمال وحرية الإبداع في السينما والمسرح. وهذا كله مجرد رد فعل واضح على مواقف خصومهم من هذه المهرجانات.
فما علاقة ملكة الجمال بالكيمياء العضوية وما علاقة البولفار بالفيزياء النووية؟
أما إذا أرادوا تجاوز مجال الفن، فهناك مجال الإرث، إذ ترتفع الأصوات مطالبة بمساواة الذكر والأنثى في الميراث، في متاجرة واضحة بالدين، والمتاجرة بالدين هي التهمة الجاهزة لديهم ضد خصومهم المتدينين.
التيار العلماني يحاول أن يوهم الناس أن من يقفون ضد مهرجان كناوة لا يريدون الخير لهذا البلد، ومن يعارضون موازين يمثلون عائقا أمام التقدم، وهم في قراراة أنفسهم يعرفون أنهم كذابون أولا، وعاجزون ثانيا.
هم عاجزون عن تقديم أي شيء للبحث العلمي، لكنهم مجتهدون في تسويق صورة عنهم، كأناس محاريبهم هي المختبرات العلمية وشغلهم الشاغل هو البحث العلمي وإجراء التجارب.
فهل نجحوا في تسويق الصورة؟ بالطبع لا. وهم يعلمون ذلك ونحن معهم نعلم ذلك. والواقع الذي تعيش فيه البلدان العربية هو الدليل الواضح والفاضح على فشل العلمانيين.
بقلم: روبن هود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق