الأحد، 8 فبراير 2015

حقيقة النقابات

Simo Aflak

على هامش اللقاءات الجارية بين وزارة التربية الوطنية من جهة و النقابات التعليمية و ما روج له من نتائج اولية لا تسمن و لا تغني من اصلاح حقيقي . فهناك حقائق كثيرة نتجاهلها :

في صفوف النقابات المدعية و السارقة للتمثيلية ، لم المس يوما دفاعها عن الملف الشمولي لرجال و نساء التعليم ، بل ساهمت في التفتيت و التفييء و المزيد من خلق فرص لا متكافئة ، انجبت لنا داخل الجسم الواحد فئات تنشطر بدورها الى مجموعات، كل يغني على ليلاه حسب مقامه الخاص، متناسين ان الإصلاح الجذري و "الثوري" لن يتحقق الا في ظل نضج و وعي عميقين بوحدوية الجسم التعليمي في مشاكله و تطلعاته و اصلاح شمولي بنظام اساسي منبثق من الاحتياجات و المتغيرات الحالية، يساهم في تصوره الجسم التعليمي برمته ، و ليس بنظام اساسي منبطح شكلا و مضمونا مقابل "سلم" إجتماعى مع تحفظي على كلمة سلم لكونه يأتي بعد حرب، و الحال ان سلمهم يأتي بعد صفقات، لذا وجب تسميته " العقد "الاجتماعي ، (طبعا ليس له علاقة بالعقد الإجتماعي لجون جاك روسو). بموجب ذلك العقد تستمر الخيانة و يستمر ضياع المكتسبات على يد من هم مفروض ان يحصنوها ، و الغريب في الأمر ان هناك من يعينهم و يساعدهم بل يؤمن لهم السكاكين التي ستذبح بها يوما رقاب كرامتهم، هؤلاء يعانون من متلازمة ستوكهولم، تلك التي تصف حالة نفسية مرضية حين يتعاطف المجلود مع الجلاد ، لا أعمم الحالة على الجميع بالطبع فهناك من استيقظ متأخرا بقوانين اللعبة و انسحب تتبعه الخيبات ، و منهم من لم يجد بعد يقظته بدا من مواصلة المشوار مستفيدا مما راكمه من مناصب محلية اقليمية او جهوية...... الخ ، و دخل في علاقات مع مواقع القرار ، فيعميه ذلك عن التراجع و مواصلة البحث عن الريع. و منهم من تغشى ابصارهم و بصائرهم غشاوة التعصب يسارا او يمينا ، ملتحون او حليقو الذقون ..... فلا يميزون الغث من السمين في القرارات التي يدعمونها ، فتعود عليهم لاحقا بالوبال ،فيدعون بالثبور ، يتبعه البصاق في وجه رموز الكراسي النقابية، التي باعت جزءا من عمرهم ،فيقاطعون بلا رجعة ، و منهم الذي على نياته في اول المشوار تسحره مجرد صورة الى جنب الزعيم في مؤتمر او مجلس او اي نشاط ، ليحدد بها انتماءه العاطفي داخل التنظيم مسحورا بكاريزمية كرتونية القت كلمة فخمة فيها صراخ و وعيد مع جرعات زائدة من " الزعامة"، هذا النوع يعامل كرقم انخراط فقط لاصرت له ، يتم شحنه ايام المؤتمرات او المؤتمرات المضادة للتصويت لتيار الزعيم الخالد.

و لا ننسى فئة صدمت من تباعد الخطاب النقابي و واقع الحال الرديء ، ركنوا الى نقابات ذات خطاب و ممارسة جديدتين نسبيا ،قد تكون خرجت من رحم النقابات " الإمبراطورية" تعبيرا منها على استحالة وعدم امكانية التغيير داخل تلك الإمبراطوريات ، فجددت من تصوراتها و اليت اشتغالها متلمسة الطريق نحو التغيير ،باحثة عن تمثيلية ، وقبلها عن مشروع متكامل قد ينجح او يلاقي نفس طريق سابقيه في مواجهة عملاق "المخزن"و الموالين له من العقليات التي لم تبد بعد ، و تنتظر دورها و تنتظر معها الفئات الغاضبة بحذر من معاودة السيناريوهات التي اثثت فترة السبعينات و الثمانينات فيما يخص المشهد النقابي.

سيمو افلاك[
/SIZE]




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق