إعداد : أحمد اضصالح
إلى حجاج تل أبيب.. من بني جلدتنا،
تحية طيبة، وبعد:
إخواني، في هذه اللحظة العصيبة التي تبحثون فيها عن التعليلات لتبرير فعلتكم الشنعاء.. وأنتم تحزمون حقائبكم على أهبة الاستعداد لصعود الطائرة صوب فلسطين المحتلة للخوض في الشأن الأمازيغي ، بمركز "موشي ديان" التابع لجامعة تل أبيب يوم 28 ماي الجاري. تذكروا أنكم لا تمثلون إلا أنفسكم.
وأنتم تهمون بالحديث عن الأمازيغ في ندوة سيصفق لها جل من حضر، قولوا: "لا نمثل غير أنفسنا" كما تصرحون لوسائل الإعلام المختلفة. ابدؤوا هكذا: "أنا فلان.. لا أمثل إلا نفسي، وقد حضرت إلى هنا بصفتي الأكاديمية لا لشيء آخر.. لأناقش موضوعا كباقي المواضيع".
قولوا: "لا نمثل حركة أمازيغية.. ولا إنسانا أمازيغيا .. نمثل أنفسنا وكفى !!" آنذاك انتظروا الرد ممن استدعاكم !!.
وأنتم تهمون بالنزول من الطائرة هنالك بفلسطين المحتلة، تذكروا أنكم تطئون أرضا مغتصبة بقوة السلاح والمال أيام المحتل البريطاني ثم أيام المحتل الجديد. أتمنى أن تستحضروا إلى جنبكم مكانة الأرض (أكال) في قلوبنا نحن الأمازيغ. المبدأ الأصيل الذي لا يتنازل عنه غير قابل الدنية في نفسه، وأهله ووطنه.
وأنتم تهبون لمعانقة ومصافحة أحد المسؤولين هنالك، تأكدوا قبل الفعل بفراستكم أنه لم يتورط يوما في قطرة دم من دماء الأبرياء والعزل. أتمنى أن لا تخطئوا في الحكم لكثرة الهموم التي تنسي المبادئ وتدفع البعض لانتهاك حقوق (أفكان)، الإنسان الذي به تتقدم المجتمعات، وبسبب إهماله تبقى في درك الجهالة والتخلف.
وأنتم تستلمون الكلمة للحديث عن حقوق الأمازيغية والأمازيغ ووضعهم بشمال إفريقيا أشهروا مبدأ: (أوال) في وجوههم، وصرحوا بكل حرية كما عهدنا في الأحرار: "سادتي سيداتي.. على هذه الأرض الطيبة يتواجد أكبر معتقل حطم كل أرقام موسوعة غينيس بمباركة بشرية القرن الحالي.. على هذه الأرض أبيد بشر كثير، وقتل جم غفير من الناس بدم بارد لأجل كيانكم المحدث.. اضربوا لهم مثلا بمعتقل "غزة" الحالي ومذبحة "صابرا و"شاتيلا" في ثمانينيات القرن الماضي. وإن شئتم ذكروهم باستشهاد الطفل جمال الذرة وأبيه وراء البرميل في ذلك اليوم المشهود.
قولوا لهم إن (معتوب لوناس) المغتال على يد المخابرات الجزائرية سنة 1998 لو أمهلته يد المنون حتى مطلع 2000 لغنى لروح الشهيد وقتئذ، ولما رضي بمد يده لمصافحة من تلوثت أياديهم بدماء الأبرياء.
حجاج تل أبيب.. إخواننا،
الأمازيغية لا تحتاج لكيان يقدم لها سندا ماديا كان أو معنويا..، الأمازيغية تحتاج لأبنائها هنا أولا وفي كل مكان ثانيا ممن لا يتنكر لأصله، ولا يستغلها لتحقيق مآرب شخصية أو سياسية، أو يتخذها وسيلة ذكية لملإ البطون، ويتصدر المشاهد والجرائد..
الأمازيغية تحتاج لنا جميعا كما نحتاج نحن لها، ثقافة ومبادئ أصيلة لا تنازل عنها ولا تراجع..
وحتى لا أنسى، فقد هاتفت جدتي التي لم يفسد صفاء عقلها مقولات الساسة والمتملقين حول ما أقدمتم عليه في حق أمازيغيتنا فردت علي مسرعة بما معناه: "هدئ من روعك يا ولدي.. ولا تتعب نفسك في مماشاة هؤلاء، فإن ذلك لا نهاية له !!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق