التغلب على قلق الامتحانات
مع اقتراب فترة الامتحانات النهائية للمراحل الدراسية المختلفة يعيشُ الطلبة حالة طوارئ قصوى، مما يولد لدى الغالبية منهم فترة عصيبة من اللاتركيز، أو عدم الثقة، والخوف من الإخفاق، أو عدم تحقيق نتيجة مرضية لهم، والقلق الذي يتولد من هذه الفترة، فما أسباب هذه الحالة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
قلق الامتحانات ظاهرةٌ عامةٌ تُصيب كل الناس تقريباً بدرجاتٍ مختلفة، وربما يُعتبر القلق بدرجاته المعقولة حافزاً للدراسة، وتحسين المستوى، فنجد بعض الطلاب المتميزين يضعف أداؤهم، إلا أنه في بعض الأحيان يتجاوز هذه الحدود المفيدة والمحفزة، ويُصبح عائقا ًأمام عملية التعلم، ويؤثر تأثيراً شديداً على الأداء في الامتحانات، رغم أنهم قد بذلوا جهوداً هائلة في المراجعة طوال العام.
والقلق ليس قاصراً على الطلاب فقط، بل يشملُ أيضاً الآباء والأمهات وربما يكون الوالدان هما أحد مصادر القلق الهامة لدى أبنائهم دون أن يدركوا.
يُعرّف بعض الأطباء النفسيين قلق الاختبار بأنه: عبارة عن حالة توترٍ شاملٍ ومستمرٍ، نتيجة أعراضٍ نفسية وجسمية، والكثيرون يعرفون القلق بأنه عمليةٌ انفعاليةٌ لها جانبٌ شعوري من دون أن يكون هناك شيءٌ مسبب له في الظاهر.
كما ذكر بعض علماء النفس أن قلق الاختبار حالةٌ نفسيةٌ تحدث حين يشعر الفرد بوجود خطر يهدده، ينطوي على توترٍ انفعالي، وتُصاحبه اضطراباتٌ فسيولوجية مختلفة، كما يفسر علماء آخرون قلق الاختبار بأنه يتكون من عاملين أساسيين، أحدهما: عامل القلق، والآخر: عامل الانفعالية، ويتضمن عامل القلق إدراك الذات، أي: كيف يرى الطالب نفسه؟ والناتجة عن الإثارة التلقائية التي هي عبارة عن الإحساس بالتوتر والضعف.
وأضاف علماء النفس على أن قلق الامتحان يبدأ كحالةٍ عابرة، وهو عبارة عن استجابةٍ مكتسبةٍ يتعلمها الطالب، أو تحدث نتيجةً لظروفٍ أو مواقفَ معينةٍ ضاغطةٍ تُواجه الطالب، ثم يبدأ الطالب في تعميم استجابته على مواقف أخرى، أي عندما يؤدي الامتحان لمواد أخرى، وحينها يُصبح القلق اضطراباً نفسياً لديه. وإذا عمم الطالب قلقه على مواقف حياتية أخرى؛ حينها قد يُعاني من القلق العصبي، وقد يؤدي إلى مرضٍ نفسي.
ويُعتبر القلق بالمستوى العادي إيجابياً للفرد، وهو بمثابة الدافع له ليقوم بإعداد نفسه للاختبار، ولكن القلق الزائد له تأثيراتٌ نفسيةٌ سلبية؛ إذ أنه يؤثر على الثقة بالنفس لدى الطالب، ويؤثر على تحصيلها لدراسي فيتدنى وينخفض.
وفي مثل هذه المواقف يلعبُ أولياء الأمور دوراً كبيراً، وذلك بإيجاد المناخ الملائم للطلاب؛ للتغلب على هذه الحالة، إذ يقوم ولي أمر الطالب بدورٍ رئيسي في توفير المناخ المناسب للطالب؛ ليتغلب على قلق الامتحان، بألا يضع له توقعاتٍ مرتفعةٍ تفوق إمكاناته كأن يقول: "لابد أن تحصل على العلامة النهائية في المادة، أو لابد أن تكون درجتك في التسعينات، وعليك أن تكون شاطراً مثل أخيك، وتحصل على الدرجات العليا في الامتحان" فالتوقعات المرتفعة التي هي أعلى من إمكانات الابن أو الابنة، والمقارنة ما بين الأخوة أو الأخوات تشكل ضغطاً نفسياً على الطالب، ويصبح أداء الامتحان موقفاً ضاغطاً له، ويسبب التوتر والقلق النفسي لديه.
ويستطيع ولي الأمر التشجيع بقوله: "الحمد الله أنك ذاكرت جيداً، ابذل أقصى جهودك، وتوكل على الله".
وللتغلب على قلق الامتحانات؛ من الممكن اتباع الخطوات التالية:
1- اهتم بإعداد نفسك جيداً للامتحان من أول السنة الدراسية.
2- تعامل مع الامتحان بثقةٍ، وانظر إليه على أنه فرصة لإظهار جهدك وتعبك طوال العام.
3- مارس عمللية الاختبار الذاتي من خلال الإجابة على أسئلة أو حل امتحانات.
4- خذ قسطاً كافياً من النوم، وتناول غذاءً متكاملاً، ومارس الرياضة البدنية، ومارس بعض الهوايات الشخصية المحببة، واحتفظ بقدرٍ معقولٍ من العلاقات الاجتماعية .
5- تعود على ممارسة وقف التفكير السلبي، خاصة حين تجد أفكاراً انهزامية تقتحم عقلك مثل: "الامتحانات ستكون صعبة جداً هذا العام، أنا فهمي بطيء، وقدرتي على التفكير ليست مثل بقية زملائي, أبي سوف يلومني على أدائي المتدني، وهكذا".
6- تعود على التفكير الإيجابي، كأن تقول: "لقد أديت ما في استطاعتي، وذاكرتُ بشكلٍ جيد، وسيكون أدائي جيداً في الامتحان، هذا ليس أول امتحان ولا آخره، دائماً هناك فرصة للتعويض".
7- حين تشعر قبل الامتحان بأيامٍ قليلةٍ أن رأسك خالٍ تماماً من المعلومات التي ذاكرتها لا تنزعج؛ فهذا شعورٌ غير حقيقي، وهو يدل على أن درجة القلق لديك عالية، وكل ما تحتاجه هو أن تهدئ نفسك، وسوف ينفتح باب الذاكرة في الوقت المناسب، وتذكر أن هذا الشعور يساور الكثير من الطلاب، وعلاجه هو مواصلة المذاكرة، مع محاولة استعادة الهدوء .
8- قبل الذهاب للسرير في الليلة السابقة للامتحان قم بجمع الأدوات التي سوف تحتاجها، مثل: القلم الجاف، والقلم الرصاص، والمسطرة، والممحاة، والآلة الحاسبة...إلخ.
9- تأكد من وقت الامتحان ومكانه .
وبالله التوفيق .
ـــ
موقع المستشار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق