تمثل إسرائيل ركنا أساسا ضمن استراتيجية كبرى مرتبطة بنهاية العالم حسب رؤية الحركة الصهيونية المسيحية. فوجود هو معطى لازم يسبق أحداث أخرى ضمن خطة إلهية، يطلق عليها لفظ "التدبيرية"(dispensationalism).
يتمثل سيناريو نهاية العالم حسب هذه الرؤية في إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، ونزول المسيح وما يطلق عليه "العودة الثانية للمسيح"وقيام حرب كبرى كيماوية أو نووية، بين قوى الخير وقوى الشر في وادي مجيدو بفلسطين، وهي معركة هرمجدون. وتضم قوى الخير المؤمنين بالمسيح، وتضم قوى الشر كل من سواهم بقيادة الدجال (antichrist). وبعد أن ينتصر معسكر الخير، يرفع المسيح أتباعه جسديا فوق السحاب.
تستند الحركة الصهيونية المسيحية على تأويل حرفي لبعض النصوص المقدسة، التي تتناول أحداث آخر الزمان، من بينها الآية 12 من الإصحاح 14 في سفر زكريا: " وَهذِهِ تَكُونُ الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا، وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ." وكذلك الآيتان 3 و 4، الإصحاح الأول من سفر ميخا: "فإنه هو ذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الأرض، فتذوب الجبال تحته وتنشق الوديان كالشمع قدام النار كالماء المنصب في منحدر"، وأيضا الآية 10 من الإصحاح الثالث من رسالة بطرس الرسول الثانية: "ولكن سيأتي كلص في الليل، يوم الرب، الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها"، إضافة إلى مقاطع أخرى في سفر دانيال وسفر أشعياء وسفر حزقيال وسفر الرؤيا...
وقد ورد لفظ هرمجدون مرة واحدة في الكتاب المقدس، وذلك في الإصحاح 16، الآية 16 من سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي:" فجمعهم الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون".
(يتبع)
بقلم: روبن هود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق