الثلاثاء، 27 مايو 2014

الموظفة بين الباص والبيت ثم المدرسة بقلمي


داخلة البيت مقطبة الجبين مكشرة السنين حزينة العينين تكسر كأسين وتضيف طاجين

قائلة وهي تستشيط غضبا وسخطا

قلت لك الباص ممتلئ عن اخره السائق يسوق بسرعة جنونية كاد أن يصطدم بعربة

فلت ولكن لم يرتدع ونحن من شدة الفزع نصرخ في أذنه وأطفال صغار يبكون

وشباب فيه يشتمون ورضع فقدوا الثقة فيه جنوا بالبكاء

نطر أحدهم الى الاخر مدافعا عن سائقنا

انه منذ الخامسة صباحا وهو يقود الباص

نطقت شيخة كان الله في عونه

وتلك الموظفة التي استيقظت منذ الفجر وأعدت الفطور والغذاء في وقت واحد

خرجت هذا الصباح تنتظر الباص تأخر عن وقت السابعة صباحا

تنفست الصعداء هاهو قادما كالسلحفاة يتباطأ لا أرنبا يسابقه

ينتقم من شركته بطريقته الخاصة يقول ليلة البارحة لصديقه في المقهى

لا نتقاضى سوى ألف درهم في الشهر واذا تكسرت زجاجة أو أصيب باب أو باربريز علي باصلاحه والا يقتطع ثمن اصلاحه من رالتبي

قال له صديقه وهو ينفث سيجارة بعد سيجارة

وماذنب تلك الموظفات لاهن في منازلهن ولا هن في مدارسهن لا هن يلتفين بأبنائهن ولا بازواجهن

رأيت أستاذة تخرج من المدرسة على الساعة الثانية عشر زوالا كباقي زميلاتها

كأنها تهرول في مشيتها للالتحاق بمنزلها فاذا بها تصل الى محطة الباص وتنتظر فتنظر الى ساعة معصمها فاذا بها الواحدة بعد الزوال ولا باص في المحطة

تأخذ خبزا وجبنا وترجع الى قسمها الذي سجنت به من حصة الصباح ستكمل به حصة المساء

كيف لاتدخل الى بيتها الذي ترى فيه جنتها وهي هادئة لو كانت بكماء لنطقت

رجل في كامل قواه العقلية والجسمية تنتظره ليمسح دمعتها وليلاطف شعرها ويلامس يدها

ويقبلها لا ترى منه الا السخط عن المنزل ومن فيه فيتصاعد غضبه بالصراخ في أبنائه

ومنهم من لا يسلم من سوطه ويخرج باحثا عن أصدقائه في المقهى

الان جالس في زاوية من المقهى الذي فيه سائق الباص وصديقه ينادي النادل نأس فنجان قهوة

وأذناه تلتقطان قصة الموظفة اليومية التي تدور روايتها في جريدة الصباح

والان يناقشها أساتذة وموظفون في كواليس المقهى مع الصور والتعليقات باستجواب المواطنين والمواطنات

الليلة لنا موعد في التلفزة المغربية الأولى مع موضوع الشهر عنوانه الموظفات بين البيت والباص والمدرسة


















اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق