الجمعة، 2 مايو 2014

جولة حوميدية إلى رياض المسنين بوجدة











اليوم هو الخميس 1 مايو 2014 ، عيد الطبقة الشغيلة بالعالم.كانت فرصة لأزور أناسا لا علاقة لهم بهذه الاحتفالات لأنهم أحيلوا على التقاعد منذ مدة أو فقط أصبحوا عاجزين حتى لقضاء أغراضهم الشخصية.أناس معظمهم تجاوز الخمسين من العمر ، قلما نفكر في زيارتهم والتفكير فيهم خاصة في المناسبات والأعياد.

كانت أيضا مناسبة لأتعرف على المقر الجديد لهؤلاء المسنين والذي دشنه صاحب الجلالة محمد السادس يومه الأربعاء 17 شعبان 1434 موافق ل 26 يونيو 2013.

هذا الرياض كما اصطلح على تسميته إسم على مسمى ويستحق بحق الزيارة والمشاهدة ولا عجب إن قالت عنه الصحافة الالكترونية أنه فندق 5 نجوم .الصراحة ما رأيت بعيني حقيقة مثل هاته وقد نقلتها عبر صور متنوعة أخذتها لكل مكان وطأته قدمي.














كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عندما دخلت الرياض رفقة صديقي المتقاعد البكاي .هذا الأخير كان قد سبق له أن زار المكان في إطار جولة قامت بها جمعية متقاعدي أسرة التعليم التي جمعت بعض التبرعات للمحسنين وفضلت أن تسعد بها المسنّين .أخي البكاي قام بأخذ صور تذكارية للنزلاء وكما وعدهم جاء ليسلم لكل واحد أو واحدة منهم صورته بدون مقابل.

في الباب وجدنا مجموعة من الشباب ، عرفنا من بعد أنها جمعية تدعى "مبادرة فاعل خير" .كان أغلبهم لا يتراوح عمرهم 30 سنة.










بعض أقل من دقيقة استقبلنا نائب السيد المدير والذي يشغل منصب مقتد الرياض ويدعى السيد عبد العزيز. وبعدما اعطيناه الصور لتوزيعها على من يهمهم الأمر ، وكشفت له عن هدفي من الزيارة، فرح وأبدى رغبة كبيرة في مساعدتنا.فعلا رحب بالفكرة فدعاني رفقة الجمعية المذكورة للقيام بجولة لكل المرافق التي يتوفر عليها رياض المسنين.

في البداية تعرفنا على المكاتب الادارية وعلى غرفة محكمة الاغلاق لا يدخلها الا الأطباء المعالجون.هذه الغرفة فيها أصناف متنوعة من الأدوية قصد علاج كل نزيل أو نزيلة.في جهة مقابلة لاحظنا علبة كبيرة تتكون من إشارات ضوئية وقد شرح لنا السيد نائب المدير أن لكل غرفة إشارتين ضوئيتين ، إحداهما تنذر بالتدخل في حالةالخطر أو بكل بساطة بطلب من النزيل المتواجد بتلك الغرفة.

مررنا بجولتنا بغرف عديدة منها واحدة للحلاقة وهي مجهزة مثل ما هو الشأن بالنسبة لصالونات الحلاقة.هذا الصالون مفتوح يوم الأربعاء لعموم الرجال المسنين مباشرة قبل حصة الحمّام.












إثر ذلك قادنا الأخ عبد العزيز إلى غرفة فسيحة فيها كتب متنوعة يمكن لكل نزيل أو نزيلة الولوج إليها قصد المطالعة.للأسف الشديد كبر السن للنزلاء أو ربما الأمية المتفشية حالا دون استعمالها ، ولكن هذا لا يمنع من أن هناك بعض المسنين الذين يطالعون بين الفينة والأخرى كتبا دينية.




نحن متواجدين في الطابق الأرضي (rez de chaussée) حيت توجد غرف النزلاء الرجال .بالطبع عاينت بعض الغرف عن قرب ولاحظت بأنها تحتوي على سريرين فقط وهذا يعني نزيلين لكل غرفة.الغرفة مجهزة بتلفاز ومنضدتين وطاولة وكرسيين وجهاز تلفاز وجهاز تبريد.جهاز التبريد حاليا غير مشغل.هناك أيضا مكيّف هوائي وقد علمنا من طرف السيد المقتصد أن كل أربعة غرف مرتبطة بمكيف هوائي يلطف أجوائها صيفا كما شتاءا.












هناك أيضا صالون مغربي أصيل ككل الصالونات المغربية المعدّة لاستقبال الضيوف وهذا دليل على الكرم المغربي المتواجد أينما ذهبت.

للإشارة عدد النزلاء من الرجال هو 41 ، فيما بلغ عدد النزيلات 35 .

الطابق العلوي للنساء وهو يشبه تماما نموذج غرف الرجال.

نظرا لقلة الوقت وكذلك لنتمكن من زيارة مختلف المرافق نزلنا إلى الطابق السفلي (sous sol).














هنالك أول ما رأينا غرفة الرياضات المتنوعة.

بعدها مررنا بمختلف الغرف التي هي عبارة عن مستودعات كبيرة وكل مستودع وما يحتوي عليه .فهناك مستوع للأغطية والأفرشة ، منها ما زال في علبته.














هناك مستودع للمواد الغدائية المتنوعة : زيت وصابون وسكر وقطاني...المهم سوق ممتاز بامتياز.بمعنى آخر كل ما يحتاج المسنون يجدونه هنا.

يوجد أيضا مكان مخصص للتصبين حيت هناك آلة كبيرة يتم فيها تصبين الأغطية وملابس النزلاء.










وجدنا أيضا غرفة جد باردة وفيها محفوظة المؤن الغدائية التي تتلف بسرعة إذا ما تعرضت للحرارة أو طول الوقت.لقد اندهشت وأنا أرى العنب وبعض الفواكه التي لم يحن بعد وقت نضجها.














مررنا أيضا بالحمام وهو عبارة عن بيت ساخن وآخر بارد ....يشبه تماما حمّاماتنا التقليدية ، فقط هذا الحمام يتوفر على صنابير تحيط بالغرفة معدّة للأستعمال الفردي: على كل واحد يريد الاستحمام استعمال صنبورين ، واحد للماء البارد والآخر للماء الساخن.على كل حال حمام نظيف وجميع الشروط الصحية متوفرة فيه.

المفاجأة هو وجود حمّام الجاكوزي .مكان مجهز بتقنيات عصرية قد لا تجدها حتى في أرقى الحمّامات المتواجدة بمدينة وجدة












بعدها صعدنا من جديد إلى الطابق الأرضي مارّين من منفذ آخر.هذا المنفذ يوصلنا إلى قاعات للطبخ والأكل حيت يتناول النزلاء وجباتهم في جو عائلي.انتهزت الفرصة فألقيت نظرة في قاعة الطبخ ورأيت مستخدمات يقمن بإعداد وجبة العشاء .

المطبخ مجهز بآليات جديدة كما هو الحال عند أختنا شميشة .يلزم فقط المهارة وتمتع بألذ الأطباق.

لاحظت أيضا مكتبا وعرفت أنه خاص بالأمين الذي يسهر على توفير كل ما يلزم فالطبخ.

بالطبع كان الأخ عبد العزيز يشرح كل شيء ويجيب على تساؤلات الزوار.

بعد بضعة دقائق كنت خلالها آخذ صورا تذكارية لهاته المرافق ، سمعنا زغاريد الشابات معلنين عن قدوم النزلاء والنزيلات وقد تم استقبالهم بالحليب والتمر.










في القاعة المخصصة للأكل ركن كبير مجهز بكراسي وطاولات وآخر خاص بالحفلات .هناك جلسنا كلنا واستمتعنا بأمداح نبوية من إنشاد أعضاء جمعية مبادرة فاعل خير.















اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي







خير ما بدأ به هذا الحفل آيات من



الذكر الحكيم من تلاوة شابة لا يتعدى عمرها العشرون سنة.الصراحة صوت يلج القلب العاصي ويجعله ألين من الصوف.صوت ملائكي عظيم قلما سمعت


مثله .












كانت لنا فرصة للتعرف على عمّي إدريس هذا المسن الذي تجاوز عمره الخمسين وما زال يبدو في كامل قوته البدنية والعقلية.لاغرابة في ذلك إذا اكتشفنا أنه ضابط إيقاع متمرس .هذا المسن اتحفنا بأغاني قديمة ونوادر طريفة وقد كان بطل هذه السهرة بامتياز.

خلال تلك الفترة كانت تتوافد مجموعة من المسنات إلى القاعة وقد لاحظت علامات البهجة والفرحة على محياهن وكأن تلك التجاعيد التي برهنت على كبر سنهن قد رحلت ولو لبضعة من الوقت.

الصراحة جو عائلي بمعنى الكلمة فرح فيه الصغير مع الكبير وكأن الأب والأم مع أبنائهما وبناتهما.

في لحظة من اللحظات قمت باستجواب عمّي إدريس وقال لي وهو كله فخر واعتزاز بهذا اليوم التاريخي بأنه يريد شراء آلة الأكورديون لأنه كان دوما يحلم بأن يعزف عليها.هذه فرصة بأن أتوجه إلى أصحاب القلوب الرحيمة لمساعدة عمّي إدريس في تحقيق حلمه.العم إدريس يقول أن هذا الأكورديون(accordéon) رآه في إحدى المحلات التجارية وأن ثمنه لا يتعدى 2.000 درهم.

هذه نبذة عن عمّي إدريس : عمره 54 سنة .درس بإعدادية البكري وهو حاصل على شهادة الدروس الإعدادية (brevet) .أبوه مفتش قديم رحمة الله عليه يدعى بنيونس زايد زاول هذه المهمة إلى غاية 2000 وقد درس مع عدة شخصيات بمدرسة سيدي زيان من بينهم المرحوم بنبلة والرئيس الجزائري بوتفليقة.

عمي إدريس يتقن اللغة الإسبانية وهو بطل في لعبة "الضاما" (jeu de Dames) أخيرا العم إدريس دخل ملجأ المسنين منذ 3 سنوات.

كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة والنصف عندما غادرنا رياض المسنين وبعدما وعدت الأخ عبد العزيز بأن أنشر هذا المقال في الأنترنيت وأصف كل ما رأيت كلمة وصورة وإني أدعو الجميع وخاصة الوجديين والوجديات لزيارة هذا الرياض ولم لا مد يد المساعدة لنزلائه ونزيلاته

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .صدق الله العظيم



هذه صور من ما رأيت في رياض المسنين







هذا المساء موعدكم مع الصور الكاملة التي أخذت بآلةالتصوير وكلها موقعة حوميدي 59

إلى ذلك الحين دمتم في رعاية الله وحفظه











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق