كشفت نتائج استطلاع جديد حول نظرة المستخدمين في القطاع الخاص لعالم الشغل، أن شريحة الشباب المغاربة، خاصة المتراوحة أعمارها ما بين 18 و31 سنة (72.5%) يرون أن الأسرة تتقدم أولويات حياتهم بعد الوظيفة والدين، فيما ترى الأغلبية أن العمل، وقبل كل شيء، وسيلة لتنمية المهارات (66.3%) ومصدرا للدخل (62.3%) وأيضا يعطي معنى للحياة (38.4%).
الشباب المستجوبون في الاستطلاع، الذي قام به مكتب "أنفيست للموارد البشرية" بشراكة مع موقع "أومبلوا.ما" ونُشِر يوم الجمعة الماضي، يرون أيضا في الوظيفة تعبيرا عن الوضع الاجتماعي (34.3%) وتحقيقا للذات (28.9%)، وأيضا وسيلة للتعارف (18.9%) وللتبادل (17.5%)، فيما ترى قلة منهم أن العمل ليس بواجب بسيط (9.5%).
وتحدث الاستطلاع عن كون الشباب المغربي، من خلال استجواب 3223 شابا وشابة، مهووسون بتغيير الشركات التي يشتغلون بها، حيث لا يستقر أغلبية الشباب (57%) في شركة واحدة لمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات، فيما يفضل من يتجاوز سنهم الـ31 البقاء في شركة بعينها ما بين 4 إلى 10 سنوات.
مع حلول السنة الحالية، عبّر 41.8% من الشباب عن نيته في مغادرة شركته الحالية "في حالة وجود فرصة أفضل"، فيما يرى 30.7% أنهم سيغيرون وجهتهم في أقرب مناسبة ممكنة، على أن 27.8% منهم يعتزم إتمام الدراسة بصيغة التكوين المستمر..
ويبرر الشباب المستجوب نيته في مغادرة موقعهم الوظيفي الحالي صوب وجهات أخرى، إلى "ضعف الأجور والتعويضات" التي تمنحها الشركات كمعيار أول، يليها "عدم وضوح الرؤية المهنية" و"عدم التمكن من تنمية المهارات"، فيما يرى الشباب المغاربة أن ضغط العمل وغياب التأطير والتواصل ثم المضايقات تعتبر محددات أخرى للتفكير في ترك الشركة والتوجه إلى أخرى.
من جهة أخرى، كشف الاستطلاع، الذي شمل أيضا مُسيّري الشركات، أن أكبر الصعوبات التي تواجههم مع الشباب المستخدم لديهم تتجلى في "نقص الاستقلالية الذاتية" وعدم احترام التعليمات، وقلة الاهتمام بالعمل، زيادة على المطالبة "المبالغ فيها" في الأجور والتعويضات المادية.
عوامل أخرى تعرقل عمل الشركات من لدن الشباب، من وجهة نظر المُسيّرين، تتمثل أيضا، حسب الاستطلاع، في قلة الجاهزية (30%) والتغيب عن العمل (23%)، ورفض التنقل الجغرافي (22%) وكذا قلة الاحترام الواجب وفق التدرج الإداري (20%).
ورغم أن نتائج الاستطلاع تحدثت عن الأهمية التي يوليها الشباب المستخدم تجاه مدرائهم المباشرين، حيث يرى 70% منهم ذلك تطويرا لمهاراتهم الذاتية، وفرصة لكسب ثقة مسيريهم (50%)، إلا أن هؤلاء عبروا عن وجهة نظر مغايرة اتجاه المستخدمين، حيث قال 50% منهم إن الشباب لا يتحلّون بكثير من النضج والصبر إذا ما وجهت لهم ملاحظات تهمّ أخطائهم المهنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق