نزلت المعلمة من السيارة بعد أن تجاوزت باب المدرسة الكبير ,
واستقرت بين الأشجار , قابلت عيناها وجه المديرة فابتسمت لها , ابتسمت الأخرى مكرهة بعد
أن أعفت هذه السيدة شفويا من مهمة الحراسة . لم يكن الاعفاء بريئا , المعلمة وزوجها حازمين
في حراسة الامتحان , وليس ببعيد كانا قد ارتكبا مجزرة في حق تلاميذ احدى القاعات , مما
أربك الادارة , وجعل مدرسة زميلة تحتج بشدة وتلفق تهمة للأستاذين الزوجين مفادها أن
الأخيرين يقدمان أجوبة الامتحان لتلاميذ دون غيرهم . بالنسبة للسيدة المديرة كان الأمر محرجا
جدا الفرق المهول بين نقط قاعتين مختلفتين , وربما يعرضها الأمر للمساءلة .
بعد فشل الخطة الأولى قررت السيدة المغلوبة على أمرها أن تفرق الثنائي المسجل خطر ,
لعل الصغار ينالون بعض الرحمة من الشريك الثاني لهما في الحراسة . لبت المعلمة بسلاسة
دون اعتراض , لكن المعلم استشاط غيضا كعادته وقال أمام الجميع بلغة شديدة رافعا سبابته :
أنا أعلمكم , اللّي عطا لشي تلميذ شي جواب غادي نكتب محضر . وافقه شريكه في الحراسة
بحركة رأسية مفادها : أنا معاك . وكان ذلك .
بينما في القاعة الأخرى استبشر التلاميذ خيرا بالمعلمة التي التحقت أخيرا بالقاعة . أحست وهي تنظر
في الوجوه الساذجة أنها أفعى , لأنها كانت في كل مرة تحرسهم , توهمهم أنها معهم دون أن
ينالوا منها باش ينقّيو سنّيهم لامن قريب ولا من بعيد , لابشكل مباشر ولاتلميحا . لكن ربما كان
في ابتسامتها لهم دعما نفسيا لهم فقط , أما الامتحان فهيهات مع سطول خاوية .
كانت هي
الأخرى قد قررت مع نفسها غراما وانتقاما من سياسة الكذب , قررت أن لاتشرح باللغة العربية
علما أن الامتحان هو في اللغة الفرنسية . لكنها لم تستطع الوفاء بالنذر وهي ترى هؤلاء
يدورون عيونهم ويقلبون الورقة دون أن يقرروا مسك القلم واستئناف الاجابة , فخففت من
حدة الوفاء لقرارها . بعد أقل من نصف ساعة , بدأت وفود التلاميذ في القاعة المجاورة
تغادر لتنقل الرعب في القاعة الأخرى حيث توجد المعلمة وزميلتها والسيد الملاحظ , وهو
شيخ المعلمين الأكبر . ضحك الثلاثة بشدة على زميلهم صدام حسين وهم يتخيلونه مع
هؤلاء المساكين أنه قام باعدام جماعي لهم . بينما سارعت المعلمة لتهدأة المنتمين
لقاعتها وشرح سبب خروج أقرانهم بطريقة بسيطة مرحة .
يتبع .
واستقرت بين الأشجار , قابلت عيناها وجه المديرة فابتسمت لها , ابتسمت الأخرى مكرهة بعد
أن أعفت هذه السيدة شفويا من مهمة الحراسة . لم يكن الاعفاء بريئا , المعلمة وزوجها حازمين
في حراسة الامتحان , وليس ببعيد كانا قد ارتكبا مجزرة في حق تلاميذ احدى القاعات , مما
أربك الادارة , وجعل مدرسة زميلة تحتج بشدة وتلفق تهمة للأستاذين الزوجين مفادها أن
الأخيرين يقدمان أجوبة الامتحان لتلاميذ دون غيرهم . بالنسبة للسيدة المديرة كان الأمر محرجا
جدا الفرق المهول بين نقط قاعتين مختلفتين , وربما يعرضها الأمر للمساءلة .
بعد فشل الخطة الأولى قررت السيدة المغلوبة على أمرها أن تفرق الثنائي المسجل خطر ,
لعل الصغار ينالون بعض الرحمة من الشريك الثاني لهما في الحراسة . لبت المعلمة بسلاسة
دون اعتراض , لكن المعلم استشاط غيضا كعادته وقال أمام الجميع بلغة شديدة رافعا سبابته :
أنا أعلمكم , اللّي عطا لشي تلميذ شي جواب غادي نكتب محضر . وافقه شريكه في الحراسة
بحركة رأسية مفادها : أنا معاك . وكان ذلك .
بينما في القاعة الأخرى استبشر التلاميذ خيرا بالمعلمة التي التحقت أخيرا بالقاعة . أحست وهي تنظر
في الوجوه الساذجة أنها أفعى , لأنها كانت في كل مرة تحرسهم , توهمهم أنها معهم دون أن
ينالوا منها باش ينقّيو سنّيهم لامن قريب ولا من بعيد , لابشكل مباشر ولاتلميحا . لكن ربما كان
في ابتسامتها لهم دعما نفسيا لهم فقط , أما الامتحان فهيهات مع سطول خاوية .
كانت هي
الأخرى قد قررت مع نفسها غراما وانتقاما من سياسة الكذب , قررت أن لاتشرح باللغة العربية
علما أن الامتحان هو في اللغة الفرنسية . لكنها لم تستطع الوفاء بالنذر وهي ترى هؤلاء
يدورون عيونهم ويقلبون الورقة دون أن يقرروا مسك القلم واستئناف الاجابة , فخففت من
حدة الوفاء لقرارها . بعد أقل من نصف ساعة , بدأت وفود التلاميذ في القاعة المجاورة
تغادر لتنقل الرعب في القاعة الأخرى حيث توجد المعلمة وزميلتها والسيد الملاحظ , وهو
شيخ المعلمين الأكبر . ضحك الثلاثة بشدة على زميلهم صدام حسين وهم يتخيلونه مع
هؤلاء المساكين أنه قام باعدام جماعي لهم . بينما سارعت المعلمة لتهدأة المنتمين
لقاعتها وشرح سبب خروج أقرانهم بطريقة بسيطة مرحة .
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق