الخميس، 26 يونيو 2014

قصة امتحان

نزلت المعلمة من السيارة بعد أن تجاوزت باب المدرسة الكبير ,



واستقرت بين الأشجار , قابلت عيناها وجه المديرة فابتسمت لها , ابتسمت الأخرى مكرهة بعد



أن أعفت هذه السيدة شفويا من مهمة الحراسة . لم يكن الاعفاء بريئا , المعلمة وزوجها حازمين



في حراسة الامتحان , وليس ببعيد كانا قد ارتكبا مجزرة في حق تلاميذ احدى القاعات , مما



أربك الادارة , وجعل مدرسة زميلة تحتج بشدة وتلفق تهمة للأستاذين الزوجين مفادها أن



الأخيرين يقدمان أجوبة الامتحان لتلاميذ دون غيرهم . بالنسبة للسيدة المديرة كان الأمر محرجا



جدا الفرق المهول بين نقط قاعتين مختلفتين , وربما يعرضها الأمر للمساءلة .



بعد فشل الخطة الأولى قررت السيدة المغلوبة على أمرها أن تفرق الثنائي المسجل خطر ,



لعل الصغار ينالون بعض الرحمة من الشريك الثاني لهما في الحراسة . لبت المعلمة بسلاسة



دون اعتراض , لكن المعلم استشاط غيضا كعادته وقال أمام الجميع بلغة شديدة رافعا سبابته :



أنا أعلمكم , اللّي عطا لشي تلميذ شي جواب غادي نكتب محضر . وافقه شريكه في الحراسة



بحركة رأسية مفادها : أنا معاك . وكان ذلك .



بينما في القاعة الأخرى استبشر التلاميذ خيرا بالمعلمة التي التحقت أخيرا بالقاعة . أحست وهي تنظر



في الوجوه الساذجة أنها أفعى , لأنها كانت في كل مرة تحرسهم , توهمهم أنها معهم دون أن



ينالوا منها باش ينقّيو سنّيهم لامن قريب ولا من بعيد , لابشكل مباشر ولاتلميحا . لكن ربما كان



في ابتسامتها لهم دعما نفسيا لهم فقط , أما الامتحان فهيهات مع سطول خاوية .





كانت هي



الأخرى قد قررت مع نفسها غراما وانتقاما من سياسة الكذب , قررت أن لاتشرح باللغة العربية



علما أن الامتحان هو في اللغة الفرنسية . لكنها لم تستطع الوفاء بالنذر وهي ترى هؤلاء



يدورون عيونهم ويقلبون الورقة دون أن يقرروا مسك القلم واستئناف الاجابة , فخففت من



حدة الوفاء لقرارها . بعد أقل من نصف ساعة , بدأت وفود التلاميذ في القاعة المجاورة



تغادر لتنقل الرعب في القاعة الأخرى حيث توجد المعلمة وزميلتها والسيد الملاحظ , وهو



شيخ المعلمين الأكبر . ضحك الثلاثة بشدة على زميلهم صدام حسين وهم يتخيلونه مع



هؤلاء المساكين أنه قام باعدام جماعي لهم . بينما سارعت المعلمة لتهدأة المنتمين



لقاعتها وشرح سبب خروج أقرانهم بطريقة بسيطة مرحة .



يتبع .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق