السبت، 28 يونيو 2014

بلمختار: غياب الأساتذة يؤثر سلبا على مستوى التدريس

بلمختار: غياب الأساتذة يؤثر سلبا على مستوى التدريس

وزير التربية قال إن تلاميذ الابتدائي يجدون صعوبة في تعلم القراءة
الصباح يوم 27 - 06 - 2014

أقر رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بوجود عدة صعوبات وعوامل تجعل المنظومة التربوية الوطنية في حرج، مؤكدا "هذا الميدان متشعب جدا، ويجب الاعتراف بوجود الكثير من الحالات الاجتماعية المعقدة في أوساط التلاميذ، تنضاف إليها عوامل جغرافية، ولنقلها بشجاعة: "هناك بعض الأساتذة في المناطق الصعبة لا يذهبون إلى المدارس، وأحيانا التلاميذ أيضا لا يذهبون، ومن البديهي أن يؤثر هذا الوضع على مستوى التدريس والمستوى التعليمي للتلاميذ".

وأكد بلمختار خلال افتتاح المنتدى الذي نظمته وزارة التربية، أمس (الخميس) بالرباط، أن نتائج دراسة حول تعليم القراءة بالتعليم الابتدائي، انتهت إلى أن التلاميذ الابتدائي يواجهون صعوبات كثيرة في تعلم القراءة.

وقال وزير التربية الوطنية "يستحيل تعليم التلاميذ في اللغة العربية كلغة، وباقي المواد، إذا لم يكن هؤلاء التلاميذ قادرين على القراءة".

ورغم أن المدرسة المغربية تخصص جزءا غير يسير من الزمن المدرسي في تعليم القراءة، ينطلق من 9 حصص أسبوعيا، في السنوات الأولى من المستوى الابتدائي، تنخفض إلى خمس حصص أسبوعية في نهايته الابتدائي، إلا أن النتائج المحصل عليها غير مرضية.

وكشفت النتائج الأولية للدراسة، التي أعلن عنها خلال أشغال المنتدى، وجود حاجة ماسة إلى تطوير الجودة البيداغوجية، وتأليف الكتب المدرسية على مستوى التعليم الابتدائي، وأظهرت أن بعض الكفايات القرائية الأساسية، من قبيل الوعي بالأصوات ومعرفة الحروف وقراءة المقاطع، لم تنل قدرا كافيا من النقاش في الكتب المدرسية قبل المرور إلى مهمات أكثر صعوبة، مثل قراءة الجمل والفهم القرائي. وفيما تشمل المهارات الأكثر تقييما، مهارتي الحفظ والفهم، كانت المهارات الأقل تقييما في الأنشطة القرائية هي تلك التي تتطلب مجهودا حقيقيا على مستوى اللغة والذهن، مثل فك الرموز والقراءة الحرة.

في المقابل، كشفت دراسة في السياق ذاته، خصت إنتاج وتأليف الكتب المدرسية، جودة بصرية عالية، في ما يتعلق باختيار الرسومات وجودة الطبع وتنوع الألوان وكثافة الكلمات في الصفحة الواحدة.

من جهة ثانية، وقفت الدراسة، في محورها الثاني الخاص بتحليل منظومة التكوين الأساسي للمعلمين، على عدة عوامل تحد من فعالية هذا التكوين، أولها مرتبط بالفترة الزمنية القصيرة نسبيا للتكوين التأهيلي على مستوى المراكز الجهوية لمهن التربية والتعليم، فالغلاف الزمني غير كاف ولا يسمح بتعليم عميق لديداكتيك مادة واحدة كالقراءة، اعتبارا لتعدد الكفايات الوظيفية والمهنية التي يجب تلقينها للمتدربين.

ونبهت الدراسة ذاتها إلى أن تحدر المتدربين من شعب جامعية مختلفة، غالبا لا تكون لها علاقة بالمواد المدرسة يزيد تفاقم هذا الوضع، ويعمق الهوة بين النظري والتطبيق.

ورغم الرؤية المتفائلة التي تطبع تصورات المعلمين، في المحور الثالث من الدراسة التي أنجزتها الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بخصوص قدراتهم التدريسية للكفايات القرائية بالعربية، إلا أن النتائج الأولية للدراسة كشفت وجود عدة عوامل تقف حجر عثرة في طريق تحقيق المبتغى، فعلى المستوى البيداغوجي، لا يتوفر المعلمون على الأدوات اللازمة للتدريس بل لم يهيؤوا لأقسام مشتركة ولا لأقسام مكتظة.

وعلى مستوى تعليم القراءة بالعربية، فهم لا يمثلون نظرة موحدة حول المنهجية الأكثر فعالية، بل يضطرون إلى التأقلم مع المحيط الاجتماعي اللغوي والوسائل التعليمية الصعبة للغاية بالنسبة إلى التلاميذ الذين لم يستفيدوا من التعليم الأولي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق