السبت، 1 فبراير 2014

حَيْرة وعُنصريّة بعد وفاة مغربيّة بسبب "حجابها" في مترو مونتريال



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

"غطاء الرأس/الحجاب هو السبّب"، هكذا رجحت الانطباعات الأولى حول سبب الحادث المأساوي والمُحيّر في آن واحد الذي تعرضت له المهاجرة المغربية المقيمة بمونتريال، نعيمة غرويتي، وهي تهمّ بالنزول إلى مترو الأنفاق بالمنطقة "فابر" عبر المصعد الكهربائي، إذ علق غطاء رأسها وجزء من شعرها بين آلية هذا الأخير دون أن تتمكن من التخلص منه ، ما أدى إلى اختناقها قبل أن تصل إلى نهاية المصعد مفارقة الحياة.



شرطة الكيبيك، التي تعرفت أمس الجمعة على هوية الضحية التي فارقت الحياة صباح أول أمس الخميس، لا تزال إلى حدود الآن متحفظة على ذكر الأسباب الحقيقية وراء وفاة نعيمة، رغم مباشرة التحقيقات أمس بِمَعيّة طبيب شرعي خاص، مكتفية بالقول إنها لم تتوصل بعدُ إلى الأسباب الحقيقية وراء الوفاة.



وتعود تفاصيل الحادث، إلى صباح الخميس الماضي، حين همت نعيمة غرويتي، 47 سنة، بالنزول عبر المصعد الكهربائي صوب محطة مترو الأنفاق "فابر" الواقعة بدائرة "فيليغاي سان مشيل بارك" بمونتريال، حيث علق حجابها بغتة بإحدى آليات المصعد، ما أدى إلى اختناقها بعد عجزها عن التخلص من "قبضة" الآلية.. بعد ثوان معدودة تجد نفسها مرمية في آخر المصعد، دون أن تتمكن الإسعافات الأولية من إنقاذ حياتها.

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

ووفقا لأقارب ومعارف الضحية، فإن نعيمة غرويتي، من أصول مغربية ومتزوجة وأم لطفلين (8 و5 سنوات)، وقدمت قبل حوالي سنة رفقة زوجها إلى مونتريال، حيث عملت كناشطة ومتطوعة بإحدى مراكز الأعمال الاجتماعية، التي تُعنى باستقبال الوافدين الجدد على مونتريال وتقديم مساعدات اجتماعية للأُسَر؛ فيما تمكن زوجها من العودة أمس الجمعة، حين سماعه بفاجعة نعيمة، قادما من المغرب بعد أن أتمّ وقائع دفن جثمان والدته التي توفيت هذا الأسبوع بوطنه الأمّ.



في المقابل، أثارت وفاة نعيمة موجة من التعليقات العنصرية على شبكات الأنترنت، بعد أن نقلت وسائل الإعلام أن الضحية كانت ترتدي الحجاب، خاصة أن الحادث يأتي أسبوعين بعض الضجة الذي أثارها مناقشة الجمعية الوطنيّة في مقاطعة كيبيك الكندية، لمشروع قانون "القِيَم"، الذي يحظر ارتداء الرموز الدينية في الوظائف الحكومية وحدائق الأطفال والمدارس.

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

وسارع "تجمع الكيبيكيّين ضد الإسلاموفوبيا" إلى إعلان استنكاره لتلك التعليقات، معتبرا أن المشروع المذكور االذي هو قيد النقاش، "ليس مبررا كي يسمح بتنامي تعليقات عنصرية انطلقت بعد وقوع حادث مأساوي"، موضحا، عبر المتحدث بإسمه عادل الشرقاوي، أن هذا النوع من الكراهية والتحريض على العنف "لم يسبق له مثيل في المنطقة"، ما يشكل حسبه تدهورا خطيرا في للنسيج الاجتماعي الكندي.

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

وفي حركة تضامنية، أقدم مستعملو المترو بمونتريال، أمس الجمعة، على وضع ورود مكان الحادث تعبيرا على تأثرهم بما حصل، فيما وجهت "شركة نقل مونتريال" رسالة تعزية لأسرة نعيمة، مشيرة إلى أن الحادث هو الأول من نوعه الذي عرفته المنطقة.



كما تقوم ناشطات مغربيات مقيمات بكندا بالتعبئة من أجل تنظيم وقفة جماعية تضامنية مع وفاة نعيمة غرويتي، مساء غد الأحد أمام محطة مترو الأنفاق بمونتريال، حيث سيتم وضع شموع وورود وإقامة دعاء خاص للضحية المغربية.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق