الصورة: عملية قطع جنود فرنسيين لرؤوس مقاومين في بلدة أكوراي بإقليم مكناس بعد التوقيع على اتفاقية الاستعمار سنة 1912/الأرشيف العسكري الفرنسي
تساعد شبكة الإنترنت في العثور على وثائق وصور وأشرطة خاصة بتاريخ المغرب، ومنها صور تعكس بشاعة الاستعمار الفرنسي في المغرب مثل هذه الصورة لتمثيل بجثث أهالي بلدة أكوراي في إقليم مكناس والتي حولها الجيش الفرنسي وقتها الى بطاقة بريد.
وتزخر المكتبات العسكرية لكل من فرنسا واسبانيا بصور وأشرطة تبرز من جهة مدى مقاومة المغاربة للإستعمار، ومن جهة أخرى تبرز الوحشية التي تعامل بها المستعمر مع المقاومين والعقاب الجماعي الذي كانت تتعرض له قرى كاملة في مناطق الأطلس والريف بسبب المقاومة التي كانت تبديها.
ولعل أبشع صور العقاب الجماعي الذي كانت تنزله فرنسا بالمواطنين المغاربة وقتها صورة التمثيل بجثث 15 مغربيا إبان مواجهات أكوراي بإقليم مكناس، وحدثت هذه المواجهات إبان تغلغل الاستعمار الفرنسي في الأطلس بعد توقيع اتفاقية الاستعمار، حيث كانت فرنسا تريد السيطرة التامة على منطقتي فاس ومكناس لضمان المواصلات مع الجزائر ومنطقة الرباط الدار البيضاء.
وعملت القوات الفرنسية على فصل الرؤوس ووضعها بشكل منتظم على شاكلة رؤوس الحيوانات التي يتم اصطيادها في رحلات سفاري في أدغال إفريقيا. وتبقى قمة البشاعة هو تحويل هذه الجريمة الى بطاقة بريد تحمل طابع الجيش الفرنسي وكأنه فخور بقطع الرؤوس.
لا أحد يعلم أسماء هؤلاء المقاومين المغاربة، شأنهم شأن عشرات الآلاف بل مئات الألاف من المغاربة الذين ضحوا من أجل هذا الوطن عبر التاريخ، وهويتهم الحقيقية صفة “المقاوم” التي منحها لهم التاريخ والروح الوطنية بعيدا عن قرارات الإدارة. لكن الأكيد هو أن الجيش الفرنسي يحتفظ بأسماء وهوية الذين كان يعدمهم. أسماء وهوية موجودة في الأرشيف العسكري الفرنسي، تنتظر من يزيل عنها غبار النسيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق