الخميس، 13 فبراير 2014

حتى لا تتحول النقابات إلى قمامات

إذا كانت الوزراة الوصية تريد أن تقوم التعليم و تجعله ذا مردودية فعليها أن تبحث عن ما هي الأسباب التي أدت به إلى التراجع و التدهور.قد يقول قائل بأن السبب راجع إلى المناهج المقررة و قد يقول آخر بأنه راجع إلى ضعف التكوين لدى المربين و المربيات ،و قد يقول ثالث بأنالأمر راجع إلى عزوف التلميذ عن الدراسة...إلى آخر قائمة الأسباب...

إن الأسباب المذكورة آنفا قد تكون من بين أسباب أخرى أدت إلى مأزق التعليم ببلادنا حاليا ، لكن - و أقولها من وجهة نظر رجل خبر الميدان لسنوات ليست بالقصيرة- بأن السبب كامن في الحيف الممارس على الأستاذ(ة) ، ذلك الحيف الذي يتمثل في راتبه الشهري، و عليه فإذا كانت نية الوزراة الوصية نية صادقة و بريئة و تريد أن تخدم التعليم بوصفه المحرك الأساس في بلادنا فعليها أن تنظر في رفع الحيف و جبر خواطر الأساتذة الذين تم هضم حقوقهم على الملأ و في واضحة النهار، و خاصة أصحاب الملفات القديمة ممن تجرعوا علقم الحيف و ذاقوا مرارة الغبن، و ما زالوا كذلك.

أنا لا أفهم كيف أن النقابات ،و خاصة تلك النقابات التي هي أكثر تمثيلية كما تقول عن نفسها ، لا تأخذ المبادرة بالتركيز على الأولوية في ملفات المطالب ، بينما نراها تهرع أو على الأصح نراها تلهث وراء ملفات جديدة لا يضيرها إن صبرت و انتظرت قليلا بعد تسوية زميلاتها السابقة عليها ، و منها ملف ضحايا النظامين الخاسئين الملعونين.

و حتى لا تتحول نقاباتنا إلى قمامات تضر أكثر مما تنفع فإن الواجب يملي عليها أن تعطي الأسبقية في دفاعاتها ،إن كانت بالفعل صادقة في دفاعاتها و نواياها ، إلى الملفات التي يرى أهلها أنهم مظلومون بدون موجب حق ، و يأملون من كل النقابات أن تقف إلى جانبهم لا أن تتغاضى عنهم.

فهل للنقابات من آذان صاغية و قلوب واعية؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق