الخميس، 4 ديسمبر 2014

المسرح التربوي "محاكمة متحرش"

المسرح التربوي "محاكمة متحرش"

( الأحداث حقيقة و أبطالها حقيقيون و لغتها الفصحى بعد ثبوت ،تربويا ، عدم جدوى اللغة الدارجة في نسخة ارتجالية سابقة)



المشهد 1

مدير المدرسة يجلس داخل مكتبه ،تدخل عليه تلميذة و علامات الفزع بادية على محياها ،دار بينها و بين المدير الحوار التالي:

- ما اسمك؟

- فاطمة.

- في أي فصل تدرسين؟

- أدرس في الفصل الرابع.

- لماذا حضرت إلى الإدارة ؟

- حضرت لأقدم شكوى.

- شكوى؟ضد من؟

- ضد تلميذ يدرس معي في نفس الفصل.

- وضحي أكثر.

- كنا نلعب في الساحة وقت الاستراحة،فناداني أحد زملائي في القسم و قال لي إن رضا قد منحه هذه الورقة و طلب منه إيصالها إلي ،ظننت في بداية الأمر أن بها شئء يتعلق بما درسناه في القسم ، إلا أني تفاجأت حين وجدت عبارة،أخجل من قولها،و كثيرا ما تقال في المسلسلات الأجنبية هذه الأيام "أحبك".

- أين هي حجتك فيما تدعينه؟ أعني الورقة.

- عندما أدرك رضا خطورة فعلته ، انتزع مني الورقة و مزقها.

في هذه الأثناء ، تُسمع دقات على باب الإدارة :

- ادخل.

تدخل عائشة و هي تتلعتم بكلام غير مفهوم .

- لابأس عليك .اجلسي ،خذي أنفاسك،ماذا بك؟

- بينما كنت ألعب و زميلاتي في الساحة ،تقدم نحوي رضا و تفوه بكلام يخدش الحياء.

- حسنا ، إننا أمام وضع شاذ ، تلميذ في سن مبكرة يتحرش بزميلاته ،إنه أمر خطير يجب التصدي له عاجلا و أعدكن بأننا سنضع الحلول اللازمة لعدم تكرار هذا الأمر.

المشهد2

- يطالب المدير بإحضار كل المشاركين في النازلة .

يدخل تلميذان ، سرعان ما بدءا في تبادل الاتهامات حول من أوصل الورقة .

يدرك المدير أن الفاعل الرئيسي مازال لم يحضر ،فجدد مطالبته بإحضاره .

و أخيرا حضر رضا ،الذي ما إن رآه المدير حتى تذكر نفس فعلته في السنة الماضية ، و التي عالجها بشيء من المرونة معتقدا أنها حالة منعزلة و أنها لن تتكرر ،لقد خاب ظنه.

- آه،هذا أنت مرة أخرى .

حاول رضا إنكار فعلته بطريقة ممثل محترف ،فهو يتظاهر بالخوف الشديد يجعل الملاحظ يشكك في الاتهامات الموجهة إليه، و في الأخير انهار و اعترف. فخاطبه المدير قائلا:

- هل لك أخت؟

- نعم ،أجابه رضا.

- هل تحب أن يتحرش بها شخص ما ؟

- لا ،لا

- و هؤلاء زميلاتك في المدرسة ،هن بمثابة أخواتك ،فاحترمهن و صنهن كما تصون أختك.

- أعاهدكم أني لن أكررها ما حييت.

انفض المجلس ، و عاد التلاميذ إلى فصولهم في حين جلس المدير على مكتبه و الكثير من التساؤلات تتبادر إلى ذهنه:

- صحيح ما قام به رضا أمر مشين ، إلا أنه ما أثار إعجابي قدرته على التظاهر بما ليس فيه ،لماذا لا يتم توجيه هذه القدرات نحو ما هو إيجابي و بالضبط المسرح الذي سيثبت فيه قدراته ،لا شك، و سأعمل جاهدا على العمل في هذا الاتجاه ،لكن قبل ذلك سأقوم بعرض رضا على أعضاء خلية الإنصات وذلك للاستماع إليه ومده بالإرشادات والتوجيهات المناسبة لوضعيته النفسية والاجتماعية لمساعدته على التغلب على الصعوبات التي تواجهه وتعويده على الاعتماد على النفس واتخاذ قرارات شخصية حرة ومستقلة ،و استدعاء ولي أمره في وقت لاحق لتبليغه استنتاجات خلية الاستماع. - يتبع-




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق