الأحد، 30 نوفمبر 2014

الفاسقة

وكان اسمها مرتبطا بالعسل أو بالمربى أو بشيء من هذا القبيل، امرأة عجوز فاجرة، أخذت من العمر أكثر مما اخذ منها، تتلون كحرباء و تنفث السم كأفعى.

ولأنها بنت حياتها على غدر ،يوم سرقت ذلك الوسيم المثقف من زوجته و أولاده ، وأخضعته لكيدها ، جعلت منه عجينة طيعة في يدها و شكلته كما أرادت ، أصبح الزوج الرسمي الموقوف التنفيذ ، عاد الواجهة التي تخفت من ورائها لتفعل ما تريده من كوارث . ففقد الرجل فيه قبل الوسامة، و توارى في الخمارات يحدث كؤوس الخمر عما جناه بنفسه، كان الإحساس بالغضب الدفين و بالخطأ الجسيم لا يبرحه، و الندم على ما فعله بزوجته الأولى و بأبنائه يسيطر عليه و لا يجد إلى العودة عنه سبيلا.

كان يعرف أنه لا مجال لديه للتراجع ، و أن هذه المرأة الجديدة أسقطته في مستنقعها ،و هي لن تسمح له بأن يغتسل من الوحل ، و بينما كان يحاول النسيان مدمرا نفسه كانت تبني مملكة الأفاعي ، رزقت منه ببنتين لا تقلان عنها فسقا ، لقنتهما دروس الانحراف وصدرتهما كسلعة من اللحم إلى المشرق .

وهاهي الشمطاء تبقى مع ما تبقى من وسامته ، تغتال صبره كل يوم ، يتعالى صوتها بالسباب حين يلج جحرها ،و من الجانب المظلم ذاته ، تمسك سيجارتها الرخيصة ، تقول له بفم أزرق : هل عدت أيها العربيد ؟ .. يا لندمي على زواجي منك يا حثالة ....




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق