الأموي: هدفنا هو أن يستفيد الجميع من الثروات فمن حق الجميع أن يعيش حياة كريمة
نناضل من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية في المدن كما في البوادي
نشق طريق المستقبل، ليس بالعدمية، بل الأمل..
النشـرة الإخبـارية
خص محمد نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل أسبوعية " l’observateur de maroc " بحوار شامل بتاريخ 19 شتنبر 2014، ونظرا لأهمية وراهنية ما جاء في الحوار، "النشرة الإخبارية" تعيد نشر حوار الأموي نقلا عن موقع أسبوعية "الديمقراطية العمالية" وإليكم نص الحوار ..
OM: ما هي رؤيتكم للوضعية الاجتماعية التي تسود في البلد؟
الأموي: بتتبعنا لما يجري حاليا، ليس فقط بالمغرب، بل في العالم وفي منطقتنا، يتضح جليا بأن الوضعية تسير من سيء إلى أسوأ. عموما نلمس في سياسيينا عدم الكفاءة في حل المشاكل المطروحة، خصوصا المشاكل الاجتماعية المستعصية، كالبطالة وغلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية. عدة مؤشرات تندرنا بتهديدات متواصلة تحاصرنا، في إطار منافسة دولية أصبحت أكثر فأكثر صعبة مع تغيير التوازنات الدولية التي نعرفها بعد الصعود القوي للصين واليابان، وأن بعض الدول تحاول الاستباق لإيجاد حلول مناسبة، أما الدول في طور النمو مثل بلدنا فهي ملزمة بالتعامل بالمثل على الأقل للحفاظ على القدرة الشرائية، لأن الأزمة ستضرب من جديد، لذلك يجب تجنب أن يخلق هذا الوضع أزمات سياسية واجتماعية معقدة وغير واضحة.
الكل يعلم اليوم أن الاقتصاد هو أم المشاكل، ويبدو أن حكومتنا ليست لها القدرة على استيعاب الرهانات الحقيقية للمتغيرات الحاصلة في العالم. نشعر بأنها استقالت من معظم القضايا، باستثناء محاولاتها للحفاظ على علاقات جيدة للبلد مع شركائه الأوربيون والاهتمام بإفريقيا، وهذا ليس بالسهل، ومع ذلك يبقى التهديد قائم.
OM: ما العمل اليوم من أجل الخروج من هذه الوضعية؟
الأموي: الحكمة تقتضي التعامل مع كل الظروف، والحوار مع المجتمع المدني قبل اللجوء إلى المؤسسات، كمجلس النواب ومجلس المستشارين. فكل الملفات المهمة يجب أن تحترم هذه القاعدة ليتمكن الكل من تقديم مقترحاته ويشارك في بلورة القرار. فليس هناك أفضل من هذه المقاربة من أجل تدبير جيد للملفات العالقة. أما في غياب هذه المقاربة فلننتظر الجديد.
OM : ماذا تنتظرون من جولة جديدة للحوار الاجتماعي ؟
الأموي : لا يمكن الكلام على جولة جديدة للحوار الاجتماعي ما دام أن هذا المسلسل لم يبدأ بعد.
OM: لكنكم اجتمعتم مع ممثلي الحكومة وبدأتم الحوار؟
الأموي : فاقد الشيء لا يعطيه و من نسميه برئيس الحكومة هل هو فعلا كذلك؟
OM: أنتم لا تعتبرون عبد الإله بنكيران كرئيس فعلي للحكومة؟
الأموي : إنه لا يقوم إلا بتنفيذ تعليمات المؤسسات المالية الدولية لا غير، والواقع أنه ليس الوحيد الذي يدير بهذا الشكل، فهناك رؤساء حكومات في دول أخرى يسيرون على نفس النهج، حيث يبقى المجتمع المدني مهمشا. ألا ترون أن الحكومة تتعامل بالأذن الخرساء مع نداءاتنا.
OM: هل هناك أشياء أخرى تلومون عليها بنكيران منذ توليه المسؤولية؟
الأموي: لم يسبق له أن وضع برنامجا حكوميا في تناغم مع المجتمع المدني، فهو يتعامل بطريقة أحادية وكأن الأمر يتعلق بإدارة محل تجاري وليس حكومة، ولا يخضع إلا اللوبيات الداخلية والخارجية، بحيث لم يأت قط بأية قيمة مضافة، مثله مثل سابقيه. فبسبب السياسة الحكومية الكل سئم (y en a marre) وسنجد أنفسنا أمام أزمات جديدة لأننا سنكون مضطرين مستقبلا إلى اللجوء للمواجهة.
OM: هل أنتم مع الذين يقدرون أن الظرفية الحالية لا تترك إلا هامشا صغيرا للحركة؟
الأموي : بالعكس، الظروف اليوم ملائمة، أكثر من أي وقت مضى، لإحداث التغييرات الإيجابية، لنرى الأشياء بشكل شامل، فالمغرب يعيش مرحلة استثنائية، وهناك رؤية ملكية واعدة من أجل تطوير البلد. فالملك يطبع بحضوره الفعلي عدة قضايا تزرع الأمل. البلد لا يعاني من أي فراغ مؤسساتي، بل هناك فراغ في العقول. أريد أن أؤكد على أننا لا نبحث عن مسببات لخلق نزاعات مع أي طرف، مطلوب منا جميعا خلق شروط مناسبة للتنمية المستدامة في البلد، هدفنا هو أن يستفيد الجميع من الثروات، فمن حق الجميع أن يعيش حياة كريمة، ونناضل من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية في المدن كما في البوادي، نشق طريق المستقبل، ليس بالعدمية، بل الأمل، ونعرف جيدا أن هناك عناصر لم تعد موجودة في قاموس السياسة، همنا الأول هو تطوير البلد والتوزيع العادل لثرواته، فالبعض يتقاضون عشرات الملايين، في حين لا يضمن الآخرون حتى قوتهم اليومي. لذلك، ندعو إذا تطلب الأمر ذلك، إلى تجميد بعض الأجور العالية.
OM: ألا تصدقون الإكراهات التي يشكو منها بنكيران باستمرار؟
الأموي: لا نطلب شيئا سوى اقتسام ما هو موجود وبشكل ممكن، نريد هنا المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، لكن نريد كذلك أن يستفيد الكل بطريقة عادلة.
OM: بماذا تطالبون اليوم، هل باجتماع مع بنكيران ؟
الأموي: نجتمع أم لا، ليست هذه هي المسألة، المهم بالنسبة إلينا هو أن تكون الحكومة قادرة على احتواء القضايا المطروحة، وأن تدبرها بنجاعة، وأن تأتي باقتراحات ملموسة وقابلة للتطبيق.
OM: تقصدون ملف إصلاح التقاعد مثلا ؟
الأموي: فعلا، إحدى أخطاء رئيس الحكومة هو تدخله في هذا الملف بمرسومه المعروف، بدل التوافق حوله لتجنب عدة مشاكل، لسنا ضد الإصلاح في حد ذاته، لكن لنا رأي واقتراحات في مضمونه.
OM: أين نحن اليوم من التنسيق النقابي مع الحلفاء النقابيين؟
الأموي: لقد دشنا منذ مدة مسلسل التنسيق مع نقابات أخرى كالاتحاد المغربي للشغل ونسينا خلافات الماضي. وهكذا استطعنا تجاوز الانشقاقات التي عززتها السياسة التي كانت تسود آنذاك في البلد. اليوم نستمر في التنسيق في إطار احترام التعددية والاختلاف، ونطمح في تحقيق رؤية مشتركة تجاه الحكومة والباطرونا، هدفنا النهائي هو تعزيز التطور بالمغرب.
OM: هذا التحليل الهادئ متباين مع الدعوات للإضراب المعلنة من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وكذلك من طرف نقابات قطاعية، من ضمنها التعليم العالي.
الأموي: في غياب إٍرادة سياسية، وقناعة فكرية من أجل التغيير اللازم، وعدم إنجاز تدابير عملية وواضحة، فالنقابات كيف ما كانت لها الحق في التعبير عن سخطها. اليوم نعاين من يستغل ثروة لبلاد ومن يستحوذ على الجزء الأكبر منها. كل شيء واضح، يكفي أن نلاحظ مثلا حجم الأموال التي تستغلها الأبناك في المغرب لكي نسلط الضوء على هذا الموضوع. لنطرح بعض الأسئلة الأولية: هل كان للأزمة وقع على الأبناك؟ طبعا الجواب لا. لماذا؟ لأن خزائنها كانت تراكم أموال كثيرة، ومن يملأ هذه الخزائن؟ طبعا الأغنياء. كيف تمكن أغلب هؤلاء من كسب كل هذه الأموال؟ فالعمل الشاق تبدله الطبقات الفقيرة، وباختصار، من يريد تغيير الأوضاع نحو الاتجاه الايجابي فالطريق مسطر وواضح.
نناضل من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية في المدن كما في البوادي
نشق طريق المستقبل، ليس بالعدمية، بل الأمل..
النشـرة الإخبـارية
خص محمد نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل أسبوعية " l’observateur de maroc " بحوار شامل بتاريخ 19 شتنبر 2014، ونظرا لأهمية وراهنية ما جاء في الحوار، "النشرة الإخبارية" تعيد نشر حوار الأموي نقلا عن موقع أسبوعية "الديمقراطية العمالية" وإليكم نص الحوار ..
OM: ما هي رؤيتكم للوضعية الاجتماعية التي تسود في البلد؟
الأموي: بتتبعنا لما يجري حاليا، ليس فقط بالمغرب، بل في العالم وفي منطقتنا، يتضح جليا بأن الوضعية تسير من سيء إلى أسوأ. عموما نلمس في سياسيينا عدم الكفاءة في حل المشاكل المطروحة، خصوصا المشاكل الاجتماعية المستعصية، كالبطالة وغلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية. عدة مؤشرات تندرنا بتهديدات متواصلة تحاصرنا، في إطار منافسة دولية أصبحت أكثر فأكثر صعبة مع تغيير التوازنات الدولية التي نعرفها بعد الصعود القوي للصين واليابان، وأن بعض الدول تحاول الاستباق لإيجاد حلول مناسبة، أما الدول في طور النمو مثل بلدنا فهي ملزمة بالتعامل بالمثل على الأقل للحفاظ على القدرة الشرائية، لأن الأزمة ستضرب من جديد، لذلك يجب تجنب أن يخلق هذا الوضع أزمات سياسية واجتماعية معقدة وغير واضحة.
الكل يعلم اليوم أن الاقتصاد هو أم المشاكل، ويبدو أن حكومتنا ليست لها القدرة على استيعاب الرهانات الحقيقية للمتغيرات الحاصلة في العالم. نشعر بأنها استقالت من معظم القضايا، باستثناء محاولاتها للحفاظ على علاقات جيدة للبلد مع شركائه الأوربيون والاهتمام بإفريقيا، وهذا ليس بالسهل، ومع ذلك يبقى التهديد قائم.
OM: ما العمل اليوم من أجل الخروج من هذه الوضعية؟
الأموي: الحكمة تقتضي التعامل مع كل الظروف، والحوار مع المجتمع المدني قبل اللجوء إلى المؤسسات، كمجلس النواب ومجلس المستشارين. فكل الملفات المهمة يجب أن تحترم هذه القاعدة ليتمكن الكل من تقديم مقترحاته ويشارك في بلورة القرار. فليس هناك أفضل من هذه المقاربة من أجل تدبير جيد للملفات العالقة. أما في غياب هذه المقاربة فلننتظر الجديد.
OM : ماذا تنتظرون من جولة جديدة للحوار الاجتماعي ؟
الأموي : لا يمكن الكلام على جولة جديدة للحوار الاجتماعي ما دام أن هذا المسلسل لم يبدأ بعد.
OM: لكنكم اجتمعتم مع ممثلي الحكومة وبدأتم الحوار؟
الأموي : فاقد الشيء لا يعطيه و من نسميه برئيس الحكومة هل هو فعلا كذلك؟
OM: أنتم لا تعتبرون عبد الإله بنكيران كرئيس فعلي للحكومة؟
الأموي : إنه لا يقوم إلا بتنفيذ تعليمات المؤسسات المالية الدولية لا غير، والواقع أنه ليس الوحيد الذي يدير بهذا الشكل، فهناك رؤساء حكومات في دول أخرى يسيرون على نفس النهج، حيث يبقى المجتمع المدني مهمشا. ألا ترون أن الحكومة تتعامل بالأذن الخرساء مع نداءاتنا.
OM: هل هناك أشياء أخرى تلومون عليها بنكيران منذ توليه المسؤولية؟
الأموي: لم يسبق له أن وضع برنامجا حكوميا في تناغم مع المجتمع المدني، فهو يتعامل بطريقة أحادية وكأن الأمر يتعلق بإدارة محل تجاري وليس حكومة، ولا يخضع إلا اللوبيات الداخلية والخارجية، بحيث لم يأت قط بأية قيمة مضافة، مثله مثل سابقيه. فبسبب السياسة الحكومية الكل سئم (y en a marre) وسنجد أنفسنا أمام أزمات جديدة لأننا سنكون مضطرين مستقبلا إلى اللجوء للمواجهة.
OM: هل أنتم مع الذين يقدرون أن الظرفية الحالية لا تترك إلا هامشا صغيرا للحركة؟
الأموي : بالعكس، الظروف اليوم ملائمة، أكثر من أي وقت مضى، لإحداث التغييرات الإيجابية، لنرى الأشياء بشكل شامل، فالمغرب يعيش مرحلة استثنائية، وهناك رؤية ملكية واعدة من أجل تطوير البلد. فالملك يطبع بحضوره الفعلي عدة قضايا تزرع الأمل. البلد لا يعاني من أي فراغ مؤسساتي، بل هناك فراغ في العقول. أريد أن أؤكد على أننا لا نبحث عن مسببات لخلق نزاعات مع أي طرف، مطلوب منا جميعا خلق شروط مناسبة للتنمية المستدامة في البلد، هدفنا هو أن يستفيد الجميع من الثروات، فمن حق الجميع أن يعيش حياة كريمة، ونناضل من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية في المدن كما في البوادي، نشق طريق المستقبل، ليس بالعدمية، بل الأمل، ونعرف جيدا أن هناك عناصر لم تعد موجودة في قاموس السياسة، همنا الأول هو تطوير البلد والتوزيع العادل لثرواته، فالبعض يتقاضون عشرات الملايين، في حين لا يضمن الآخرون حتى قوتهم اليومي. لذلك، ندعو إذا تطلب الأمر ذلك، إلى تجميد بعض الأجور العالية.
OM: ألا تصدقون الإكراهات التي يشكو منها بنكيران باستمرار؟
الأموي: لا نطلب شيئا سوى اقتسام ما هو موجود وبشكل ممكن، نريد هنا المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، لكن نريد كذلك أن يستفيد الكل بطريقة عادلة.
OM: بماذا تطالبون اليوم، هل باجتماع مع بنكيران ؟
الأموي: نجتمع أم لا، ليست هذه هي المسألة، المهم بالنسبة إلينا هو أن تكون الحكومة قادرة على احتواء القضايا المطروحة، وأن تدبرها بنجاعة، وأن تأتي باقتراحات ملموسة وقابلة للتطبيق.
OM: تقصدون ملف إصلاح التقاعد مثلا ؟
الأموي: فعلا، إحدى أخطاء رئيس الحكومة هو تدخله في هذا الملف بمرسومه المعروف، بدل التوافق حوله لتجنب عدة مشاكل، لسنا ضد الإصلاح في حد ذاته، لكن لنا رأي واقتراحات في مضمونه.
OM: أين نحن اليوم من التنسيق النقابي مع الحلفاء النقابيين؟
الأموي: لقد دشنا منذ مدة مسلسل التنسيق مع نقابات أخرى كالاتحاد المغربي للشغل ونسينا خلافات الماضي. وهكذا استطعنا تجاوز الانشقاقات التي عززتها السياسة التي كانت تسود آنذاك في البلد. اليوم نستمر في التنسيق في إطار احترام التعددية والاختلاف، ونطمح في تحقيق رؤية مشتركة تجاه الحكومة والباطرونا، هدفنا النهائي هو تعزيز التطور بالمغرب.
OM: هذا التحليل الهادئ متباين مع الدعوات للإضراب المعلنة من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وكذلك من طرف نقابات قطاعية، من ضمنها التعليم العالي.
الأموي: في غياب إٍرادة سياسية، وقناعة فكرية من أجل التغيير اللازم، وعدم إنجاز تدابير عملية وواضحة، فالنقابات كيف ما كانت لها الحق في التعبير عن سخطها. اليوم نعاين من يستغل ثروة لبلاد ومن يستحوذ على الجزء الأكبر منها. كل شيء واضح، يكفي أن نلاحظ مثلا حجم الأموال التي تستغلها الأبناك في المغرب لكي نسلط الضوء على هذا الموضوع. لنطرح بعض الأسئلة الأولية: هل كان للأزمة وقع على الأبناك؟ طبعا الجواب لا. لماذا؟ لأن خزائنها كانت تراكم أموال كثيرة، ومن يملأ هذه الخزائن؟ طبعا الأغنياء. كيف تمكن أغلب هؤلاء من كسب كل هذه الأموال؟ فالعمل الشاق تبدله الطبقات الفقيرة، وباختصار، من يريد تغيير الأوضاع نحو الاتجاه الايجابي فالطريق مسطر وواضح.
هذا الموضوع منقول من :: منتديات دفاتر التربوية :: يمكنك زيارته في اي وقت للاطلاع على مواضيعه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق