نيران الغيرة
قالت :
كنت أعاني من الغيرة منذ صغري، أشعر برغبة شديدة في البكاء إذا ارتدت بنت
جيراننا فستاناً جديداً، أو اشترت ابنة خالي لعبة جميلة، أو سافرت بنات
عمي إلى مكان ما.. كانت الغيرة تحرقني وتأكل قلبي، أشعر بنارها تتأجج في
أعماقي.. لست حسودة ولكني غيورة ..!
كنت أمني نفسي بالتخلص من هذا المرض إذا كبرت وتزوجت.. لأن حياتي ستتغير حتماً وسأرتاح من هذه الصفة البغيضة ..
ومضت
الأيام وكبرتُ، كنت فتاة رقيقة وجميلة.. ودائماً تشنف أذني كلمات الإطراء
اللذيذة التي اعتدت عليها بعد كل مناسبة أحضرها. طبعاً كان هذا يرضي غروري .
عندما
أكملت السنة الأولى في الكلية تقدم لخطبتي عبد الله.. كان مناسباً لنا ومن
عائلة محترمة فوافقت عليه.. وبسرعة تم الزواج قبل نهاية الإجازة بشهر ..
كنت
في أيام عرسي الأولى أحلَّق في عالم خيالي من الحب والسعادة، أتنفس الود
وأنام على مخدة الأحلام الرائعة.. إلى أن صحوت على إحساس ذكرني بماضٍ
مقيت، مشاعر أعرفها جيداً وأخافها كثيراً... الغيرة !
أخـــواته ..!!!
لا أحب أن يراهن أبداً ولا أحتمل أن ينظر لهن وهن متجملات ومتعطرات، ليس
لأنهن أجمل مني ولكني أخاف أن يعجب بهن!! بل أحياناً أغار حتى من.. أمه !!
كنت أحترق إن مدحهن بكلمة أو أعجب بعمل قامت به إحداهن ..
ومن
هنا بدأت أقلل من الذهاب إليهن ودائماً أختلق الأعذار حتى أثنيه عن زيارة
أهله.. حتى بدأت تقل شيئاً فشيئاً إلى أن استقرت على غداء كل شهرين !!
كانت
أمه تتصل كثيراً وتسأل عنه دائماً، فأخبرها أنه مشغول وأنه يسأل عنها
ويحبها.. ولم أبالي .. لم يكن ضعيف الشخصية كما يخطر لك ولكنه انخرط في
عمل جديد مرهق يستغرق جل وقته فانتهزت الفرصة، فلم أكن أذكره بهم ..
ومضت
الأيام.. وتزوج أخي أحمد من فتاة رائعة بكل المقاييس.. فقد كانت جميلة
وطيبة القلب.. وفرحنا جميعاً بهذه المناسبة السعيدة فهو أول شاب يتزوج في
أسرتنا.. كنت ووالدتي نتحرق لرؤيتهما.. ونفرح لابتساماتهما.. وصرت أقضي
أوقاتاً طويلة في الحديث مع أمل – زوجة أخي – على الهاتف كل صباح فالحب قد
ربط قلبينا .
وفي
يوم كنا نتحدث.. فباغتتني قائلة.. أراك طيبة جداً ولكن لماذا تكرهين أهل
زوجك؟! ما الذي فعلوه لك؟ هل حصلت مشكلة كبيرة بينكم؟ أم أنه تزوجك من غير
رضاهم؟!! أم.. إلخ،
لقد
كنت أغوص في عالم غريب، كقارب صغير ابتلعته دوامة رهيبة.. كنت أغرق وأغرق
وتجذبني قوة مجهولة إلى الهوة.. إلى داخلي.. وصدى صوتها يتضخم في رأسي ..
تزوجك على غير رضاهم... على غير رضاهم..!! هل تزوجني على غير رضاهم أم هي
أمه التي أعجبت بي فخطبتني؟ !!
- هل افتعلوا مشاكل لينكدوا عليَّ حياتي أم كنت أنا من خذلتهم وابتعدت عنهم؟ !
- لماذا أكرههم؟! هه؟ لماذا؟! ما الذي فعلوه حتى كرهتهم؟
وضاعت الإجابة في تلافيف دماغي واختنقت تحت وزن ثقيل من دمع تحجر في مقلتي !
- هل كنت ظالمة!! ماذا لو فعلت أمل ذات فعلي فكيف سأبرر عملها بغير العقوق !!
وهل هذا ما تجازينا به حين اخترناها هي بالذات لأخي؟
- وكيف سننظر إلى أحمد إلا بمنظار الضعف لأنها استطاعت تحريكه كخاتم جميل في يدها؟
ومن
الغد اشتريت طقماً ثميناً من الذهب وزينته ببطاقة حب رقيقة واتجهنا إلى
بيت أهل زوجي.. في عودة نهائية إليهم بعد أن نزغ الشيطان بيننا
قالت :
كنت أعاني من الغيرة منذ صغري، أشعر برغبة شديدة في البكاء إذا ارتدت بنت
جيراننا فستاناً جديداً، أو اشترت ابنة خالي لعبة جميلة، أو سافرت بنات
عمي إلى مكان ما.. كانت الغيرة تحرقني وتأكل قلبي، أشعر بنارها تتأجج في
أعماقي.. لست حسودة ولكني غيورة ..!
كنت أمني نفسي بالتخلص من هذا المرض إذا كبرت وتزوجت.. لأن حياتي ستتغير حتماً وسأرتاح من هذه الصفة البغيضة ..
ومضت
الأيام وكبرتُ، كنت فتاة رقيقة وجميلة.. ودائماً تشنف أذني كلمات الإطراء
اللذيذة التي اعتدت عليها بعد كل مناسبة أحضرها. طبعاً كان هذا يرضي غروري .
عندما
أكملت السنة الأولى في الكلية تقدم لخطبتي عبد الله.. كان مناسباً لنا ومن
عائلة محترمة فوافقت عليه.. وبسرعة تم الزواج قبل نهاية الإجازة بشهر ..
كنت
في أيام عرسي الأولى أحلَّق في عالم خيالي من الحب والسعادة، أتنفس الود
وأنام على مخدة الأحلام الرائعة.. إلى أن صحوت على إحساس ذكرني بماضٍ
مقيت، مشاعر أعرفها جيداً وأخافها كثيراً... الغيرة !
أخـــواته ..!!!
لا أحب أن يراهن أبداً ولا أحتمل أن ينظر لهن وهن متجملات ومتعطرات، ليس
لأنهن أجمل مني ولكني أخاف أن يعجب بهن!! بل أحياناً أغار حتى من.. أمه !!
كنت أحترق إن مدحهن بكلمة أو أعجب بعمل قامت به إحداهن ..
ومن
هنا بدأت أقلل من الذهاب إليهن ودائماً أختلق الأعذار حتى أثنيه عن زيارة
أهله.. حتى بدأت تقل شيئاً فشيئاً إلى أن استقرت على غداء كل شهرين !!
كانت
أمه تتصل كثيراً وتسأل عنه دائماً، فأخبرها أنه مشغول وأنه يسأل عنها
ويحبها.. ولم أبالي .. لم يكن ضعيف الشخصية كما يخطر لك ولكنه انخرط في
عمل جديد مرهق يستغرق جل وقته فانتهزت الفرصة، فلم أكن أذكره بهم ..
ومضت
الأيام.. وتزوج أخي أحمد من فتاة رائعة بكل المقاييس.. فقد كانت جميلة
وطيبة القلب.. وفرحنا جميعاً بهذه المناسبة السعيدة فهو أول شاب يتزوج في
أسرتنا.. كنت ووالدتي نتحرق لرؤيتهما.. ونفرح لابتساماتهما.. وصرت أقضي
أوقاتاً طويلة في الحديث مع أمل – زوجة أخي – على الهاتف كل صباح فالحب قد
ربط قلبينا .
وفي
يوم كنا نتحدث.. فباغتتني قائلة.. أراك طيبة جداً ولكن لماذا تكرهين أهل
زوجك؟! ما الذي فعلوه لك؟ هل حصلت مشكلة كبيرة بينكم؟ أم أنه تزوجك من غير
رضاهم؟!! أم.. إلخ،
لقد
كنت أغوص في عالم غريب، كقارب صغير ابتلعته دوامة رهيبة.. كنت أغرق وأغرق
وتجذبني قوة مجهولة إلى الهوة.. إلى داخلي.. وصدى صوتها يتضخم في رأسي ..
تزوجك على غير رضاهم... على غير رضاهم..!! هل تزوجني على غير رضاهم أم هي
أمه التي أعجبت بي فخطبتني؟ !!
- هل افتعلوا مشاكل لينكدوا عليَّ حياتي أم كنت أنا من خذلتهم وابتعدت عنهم؟ !
- لماذا أكرههم؟! هه؟ لماذا؟! ما الذي فعلوه حتى كرهتهم؟
وضاعت الإجابة في تلافيف دماغي واختنقت تحت وزن ثقيل من دمع تحجر في مقلتي !
- هل كنت ظالمة!! ماذا لو فعلت أمل ذات فعلي فكيف سأبرر عملها بغير العقوق !!
وهل هذا ما تجازينا به حين اخترناها هي بالذات لأخي؟
- وكيف سننظر إلى أحمد إلا بمنظار الضعف لأنها استطاعت تحريكه كخاتم جميل في يدها؟
ومن
الغد اشتريت طقماً ثميناً من الذهب وزينته ببطاقة حب رقيقة واتجهنا إلى
بيت أهل زوجي.. في عودة نهائية إليهم بعد أن نزغ الشيطان بيننا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق