الاثنين، 28 أبريل 2014

التعليم …واقع ورهانات

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي





عبد اللطيف اوزهراي- ان المتتبع لواقع التعليم بالمغرب يجد نفسه امام متناقضات لا حصر لها ,في ظل قطاع يضم ما يناهز نصف موظفي الدولة .فاينما حللت وارتحلت هذه الايام او جلت في بحر الشبكة العنكبوتية ,لا تجد حديثا غير جودة التعليم وكيفية ايجاد سبل واليات يمكن ان تكون البلسم المناسب ,لعلاج المرض العضال الذي ينخر جسد المنظومة التربوية ببلادنا قبل فوات الاوان .الشيئ الذي لا يمكن ان يتاتى الا بالعودة لمكمن الداء ,فكيف يمكن ان نتحدث عن جودة التعليم والمدرس يفتقد لادنى الشروط التي تضمن له العيش الكريم والراحة النفسية ,التي ستنعكس اما ايجابا او سلبا على مردوديته داخل فصله الدراسي. فهناك من المدرسين وفي القرن الواحد والعشرين يحتاجون لقطع كيلومترات وسط اجواء مناخية صعبة, وتضاريس وعرة ,ليصلوا بعد عناء شديد الى مقرات عملهم منهمكين جسديا ونفسيا ,فحتى الهرمونات اصبحت تسبح ضد التيار ,فهرمونات السعادة كالسيروتونين والدوبامين ابت الا ان تتوقف عن الافراز حتى لا ينعم ذلك المدرس بالراحة النفسية ,عكس الادرينالين الذي اصبح من البديهي ان يفرز بكميات اكبر من الطبيعي ليصل بذلك الاستاذ في نهاية المطاف الى الاصابة بمختلف الامراض المعروفة او التي لم يكتشفها العلم الحديث بعد. وهناك ايضا من يضطر للسفر عشرات الساعات ,قد تصل احيانا لثمان واربعين ساعة متواصلة ليلتحق بمقر عمله ,وقد تجد هذا المدرس الذي يعمل بمثل هذه المناطق البعيدة يضطر لقضاء عيد الاضحى وحيدا وبعيدا عن افراد اسرته ,ضاربين بعرض الحائط المبادئ الانسانية والنظم الكونية في حق هذا المسكين. اضافة الى التفييئ الذي اصبح موضة يعتد بها للتفرقة بين موظفي نفس القطاع التي تعطي طرفا حقه وتحرم اخر ,رغم كون الطرفين يؤديان نفس المهمة وفي نفس الظروف ضاربين ايضا بعرض الحائط مبدا تكافؤ الفرص

والمساواة بين مختلف نساء ورجال التعليم ,كل ما سردته هو غيض من فيض مما يتكبده المدرس من اجل ايصال تلك الرسالة النبيلة والتي من اجلها كاد ان يكون رسولا.



بقلم عبد اللطيف اوزهراي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق