الثلاثاء، 29 أبريل 2014

غزلان في غابة ذئاب

[size="5"]هذا مسلسل سوري لا زال عالقا بذاكرتي



أنقله الى من ألقى السمع وهو شهيد :



كان مروان طالب جامعي خسيس ومتجبر , يجر دائما وراءه كوكبة من مريديه الطلبة , حراس خاصون



أصدقاء متملقين , يطمعون في جلسة شاي أو قهوة في بوفيت الكلية , او جلسة نسائية مجانية



في احدى الحانات , والكل على حساب مروان ابن الوزير .



كان أبوه الوزير رجلا ذا مبادئ , لكنه غرق في اللعبة السياسية القدرة , بعدما وجد نفسه مضطرا



لخرق القانون , وهو يحاول معالجة مصائب ابنه وجرائمه التي لا تنتهي , قتل , اغتصاب , تدمير



محلات أو سيارات لتفريغ غضبه المدلل , فهذا ابن الوزير .



كانت فتاة جميلة طالبة بنفس الكلية ترافق دائما أحد الطلبة المغلوبين على أمرهم المحسوبين رغما



عنهم على شلة مروان , انه غسان , شاب فقير يسكن في احدى الأحياء المهمشة في احدى مدن



سوريا , كان يتمعش معه في مقابل أن ينفذ له كل طلباته .



لم يخطر ببال غسان أنه سيأتي يوم سيقدم فيه أخته الكبرى غزلان فريسة للطاغية , بعدما لمحها



من زجاج سيارته الطويلة التي ترعب الشارع الضيق الفقير , امتثل غسان للأمر وهو يخاف على



اخته الصغرى التي بدأت تشق طريقها بالدراسة الجامعية , ويخاف على أمه المريضة من أن



تشاهد أو تلقى سيناريو من سيناريوهات مروان المهلوس دائما ,[ فاستسلم لقدره , لكن في الكلية



أتى الدور على مريم على ما أذكر , صديقة غسان الشريفة , لم تكن تقتنع بكل هذا المنظر الغريب ,



ولم تتعود أن تخضع لأحد , لذلك نهرته أمام الزملاء , وأسمعته كلاما أرهب كل من يعرف مروان ,



لكن الآدمي المتوحش لم يشعر بأي ضيق من كلامها , لكن ازداد تعلقه بها , وأصبحت هي مطلبه



الوحيد , يحاصرها أينما ذهبت , وغسان يشاهد ويتقطع , وهي تحتقره مصدومة فيه .



سئم وملّ من استمالتها بلطف حتى تحبه , أتدرون ماذا فعل ؟ بدأ يتردد في كل ليلة على حي مريم ,



يأتي ويجيء بسيارته وهو مخمور , يقودها بشكل دائري ملفت ومرعب لايدع مجالا لمرور أحد المواطنين



العاديين , طالقا موسيقى صاخبة في أواخر الليل تردد اسم مريم , وبين الفينة والأخرى , يمسك بوقا



كبيرا ويخاطب مريم ويطلب منها الهبوط عنده والا لن يرحل , كان هذا على مرأى ومسمع من كل الزقاق ,



دون أن يجرؤ أحد على اخراج جزء من وجهه من النافذة , الكل عرف أن ابن الوزير لا يأتي الا لأجل



مريم , حتى والداها العجوزين الذين كانت وحيدتهما , لم يزر أحدهما الموت كي يتخلص من كل هذا



الكابوس المهول .



لكن أحد رجال هذا الحي الشهماء لم يتحمل , فذهب لتقديم شكوى ضد المسمى مروان ليجد نفسه



مزجّا به هو في السجن , دون أن يعرف حتى جريمته .



انتفضت مريم آخذة نفسا عميقا كي تنهي الكابوس وحدها وتخلص الناس من فرعون . فلتنه كل هذا



انه لا يعجبني , ولنبق أنا وأنت وحدنا , لم يصدق نفسه وهو يتحول الى خنزير وديع يمتثل لجميع أوامر



قطته . ضربت معه موعدا هي من حدد مكانه وزمانه , والتقيا , كان هو من يقود السيارة على غير عادة



مجردا من حراسه , خاطبته بدلال ماكر طالبة منه أن يدع لها السيارة لتسوقها , وكان فرحا وهو يسلمها



مفتاح سيارته , ويجلس بجانبها لا يشيح وجهه عنها , وهي مبتسمة ابتسامة قط وحشي سرعان ما



سيتحول الى أسد , لم تتوقف السيارة الا متجاوزة منحدرا عاليا من جبل .



ماتت مريم , ومروان أصيب بجروح بليغة , تم نقله على اثرها الى أمريكا ليقوم بعمليات لا حصر لها ,



وليفلت أيضا من العقاب , لكن كل العمليات لم تستطع تدثير وجه مروان المشوه البشع .



مرت السنون , لم يكن في بال غسان حول المستقبل الا أن يصبح وزيرا لينتقم , وممن سينتقم , ربما من



نفسه , ومن جبنه مرة مع أخته ومرة مع رفيقته . وكان له ما تمنى .



في الحلقة الأخيرة ظهر غسان وهو وزير يتحدث لابنه وهو في نفس صورة الطاغية مروان بحشده



وجبروته .











/size]




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق