السبت، 22 أغسطس 2015

فناننا الذي كنا نحبه ..

الفنان يبقى إنسانا ، رغم أننا نريد منه أ ن يكون نبراسا،طريقا، أملا...يزرع الفرح حين يطبق اليأس والبأس،يقدم الوردة ، حتى وإن أدمته أشواكها ، وسال الدم..ننظر إلى الفنان كمنقذ...وكثير من فنانينا حصدوا حب الملايين ...بعد أن زرعوا الابتسامة ...حتى الثواني الأخيرة من حياته ، ظل التيكوتا ، ذلك الصبي ، الذي وضعه الموت تحت إبطه ذات صباح ، دون أن يفطن إليه الناس، ظل الفنان هشام يزرع البسمات والآلام تنال منه...
الفنان يبقى إنسانا ، رغم أننا نريد منه أن يحب الوطن أكثر منا ، ويخاف عليه أكثر منا ، وأن يكون صدره مكشوفا وهو في المقدمة...وقد أصابني ما يشبه الصدمة والذهول بعد قراءة العهمود الذائع الصيت للأستاذ رشيد نيني ،الحقيقة أن الكلمات استفزتني بما يشبه الوخز الإكلينيكي .لقد عالج الأستاذ رشيد نيني قضية هؤلاء الذين جيوبهم وحافظات نقودهم هنا ، وعقولهم وأرواحهم هناك...في أمريكا والكندا وفرنسا واسبانيا....من هؤلاء أحد الفنانين الموهوبين حقا ، يجمع الملايين في أعماله الفنية والاشهارية ، وآخرها دور الأستاذ كسيدة ، الذي حصل بفضله على 400 مليون سنتيم مغربي ...هذا المبلغ بدل أن يبقى هنا ، مكانه الحقيقي... فناننا المبجل عقد العزم على إرساله بالعملة الصعبة إلى الكندا لاستكمال عقار هناك .....هذا هو الفن ...


ما الفرق بين الاستاذ كسيدة وكل هؤلاء الأثرياء ،الذين نحس أنهم بيننا مكرهين، كأننا منبوذون،أو كأن هذا الوطن ، لامحالة غارق.

سأتفرج على شطحات الأستاذ كسيدة ولكن من زاوية أخرى ...فالمؤمن يلذغ من الجحر مرة .....


فناننا الذي كنا نحبه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق