الاثنين، 31 أغسطس 2015

جمع الأزبال كبرنامج انتخابي


لا أفهم كيف لا يشعر المواطن المغربي بالإهانة وهو يتلقى الوعود الانتخابية التي تساومه على صوته مقابل جمع الأزبال وتزفيت الطرقات؟

الإهانة حاصلة بالفعل والمواطن لا يشعر بها. فما معنى أن يتكرر هذا الوعد منذ عقود؟ المعنى الوحيد هو أننا لم نتطور منذ الحصول على الاستقلال، والوضع لم يتغير: المترشحون على وعودهم الكاذبة في أغلب الحالات، والمواطن على سذاجته في أغلب الحالات كذلك، والأزبال في موضعها هي الأخرى.

من عليه الشعور بالخجل هو من يعطي صوته لمحترفي الانتخابات الذين لا يتوقفون عن إخراج مثل تلك الوعود من جيوبهم في ما يشبه الابتزاز، وهم موقنون أنك إذا لم تعطهم صوتك، فإن الآخر سيفعل.

ومن لا يشعر بالإهانة، فعليه أن يشعر بالخجل ، إذ كيف لبلد في القرن الواحد والعشرين أن تتضمن البرامج الانتخابية لمترشحيه أهدافا مثلك جمع القمامة والتزفيت وتوفير قنوات "الواد الحار"؟

ما يحصل هو صورة كاريكاتورية أو مشوهة لأحد أركان الديمقراطية، وهو الاقتراع. وتشوه الصورة يتأكد كل يوم من خلال الأخبار التي تصل:

ـ توقيف أعوان ورجال سلطة لخرقهم قانون الانتخابات.

ـ ترشح متهمين بالفساد ومبحوث عنهم.

ـ ضبط مرشحين من الأصالة والمعاصرة يوزعون قنينات الزيت.

ـ وعود انتخابية غير واقعية من حزب الاستقلال منها: التشغيل.

ـ تلاعب بصور المترشحين وهوياتهم.

ـ دعوات إلى ولائم.

ـ معارك يستعمل فيها العنف أثناء الحملات.

وأكثر ما يستفزني هو ما له علاقة بالطعام والشراب إذ في هذا رسالة احتقار أخرى لهذا الشعب الجائع، وكأن ما يطلبه في هذه الحياة هو الماء والكلأ.

متى سيصوت المواطن المغربي على من يعترف له بكرامته أولا؟ ذلك هو الرهان الذي ينبغي أن يرفع مستقبلا. فإذا كان السياسيون جامدين في القاع، فعلى المواطن أن يسمو ويرتفع.


جمع الأزبال كبرنامج انتخابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق