على بعد أيام من موعد الانتخابات الجماعية والجهوية , وعلى بعد شهور من البرلمانية , لايدور الحديث الا على التصويت (لمن ينبغي أن أصوت ؟) . سؤال مشروع جدا يحتاج منا فعلا الكثير من التريث والتروي .من جهة الحزب الذي لاأرغب في التصويت له , ومن جهة ثانية الحزب الذي لاأعرف ان كان يصلح كبديل . هل أختار المرشح تبعا لحزبه ؟ أم أختار الحزب من أجل المرشح الذي أثق فيه ؟ الرؤية غير واضحة والبرامج تتشابه , وأبواق المرشحين تتهافت على ما يغري المواطن البسيط . المواطن البسيط نفسه يدرك أن هذه الحملة شبيهة بحلوى رمضان التي يعرضها الباعة في أواخر شعبان . يعرضونها بمنتهى الجودة كي يعرفوا بأماكنهم ويضمنوا زبناء . كل الناس تعرف أن جودة الحلوى ستقل تدريجيا مباشرة بعد انتهاء الأيام الأولى من الشهر في اتجاه أن تنعدم في آخره . بالنسبة للحلوى لن يتوقف أحد عن اقتناءها وسيسعى الكل الى البحث عن البائع الموثوق . بخصوص الانتخابات , هل نحتاج للتصويت ونحن نعرف مسبقا أن المشهد يتكرر؟
نحن المثقفون نعي جيدا أن اللعبة السياسية تحركها الأجندات , تحركها التوجهات التي تخطط للشكل الذي ينبغي أن يكون عليه المشهد العام , وتتحكم فيه . ندرك تماما أن كل أشكال الاصلاح التي قدمت والتي ستقدم هي بمثابة نقطة من ماء جافيل في صهريج عفن أكثر شيء يحتاجه هو الافراغ واعادة ملئه من جديد . نعرف تمام المعرفة أن جيوب الضعفاء من المواطنين وجيوب المحسوبين قسرا على الطبقة الوسطى لاتسمن ولا تغني من جوع أمام المسكوت عنه من خزنات الأثرياء , وفي مقدمتهم الوزراء والبرلمانيون (بأرصدتهم ومعاشاتهم ) . فما الحل ؟ هل نرفع أيدينا عن كل شيء ؟
أنا مواطن بسيط لاأحتاج لمجهر العلماء كي أرى الأشياء على حقيقتها . أحتاج فقط لمن يشد بيدي ينير لي ما لاأستطيع ابصاره لوحدي . أنا ملزم بالاختيار لاني متشبت بالأمل ولا أملك شيئا غيره , ولأني أحتاج لمن يقوم على تدبير شؤوني , ولأنني على الأقل أستطيع أن أميز بين الانتهازي والنزيه , بين الانتهازي والأقل منه انتهازية , بين السيء والأسوء . .
من جهتي أنا لاأحتاج لصفة لمواطنتي . ومواطنتي تكفي لكي أخوض المعركة , وأخوضها ككل مرة . لأنني المعنية بها .ولأن طريق نجاحي يقتضي أن أتعامل مع الموجودات لاأن أؤجل المهمة في انتظار الوسائل الضرورية . ولأن مكاني لن يبقى شاغرا وسيظهر من يملؤه , فلأملأه أنا . فالتغيير يبدأ من النقطة التي أتواجد بها أنا . فاما أكون أو لاأكون . .
أفضل بكثير أن تتحدى أشياء عظيمة , وأن تحرز انتصارات مجيدة , حتى وان صادفك الفشل أحيانا , من أن تسير جنبا الى جنب مع هؤلاء الجبناء الذين لايستمتعون ولا يتألمون , لأنهم يعيشون في المنطقة الرمادية من الحياة التي لاتعرف لاالنصر ولا الهزيمة .
تيودور روزفلت
__________
رأي في المقاطعة /على هامش الانتخابات . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق