بعد أن هدات أصوات مدافع الثورة المصرية و لم تبقى في الساحات الا مناوشات رصاصية و مطاطية و صحفية ,و بعد أن ارتفع غبار المعركة تبين ان الثورة المصرية كانت لا عادلة أو ثورة الاعدالة .فقد عاينا في حلبة الثورة مصارعين غير متطابقين أو متجانسين أحدهما يمثل وزن أقل من 60 كلج و الأخر يمثل ما يفوق 120 كلج .انها مقابلة معروفة نتائجها مسبقا و محكوم على الطرف الضعيف مسبقا بالفشل .و ما اجراء المقابلة رغم قانونيتها الا مسرحية و خديعة للجمهور .
الشباب المصري أو ذلك "الفرفر الذي علق الجرس فوق عنق القط " و كان السباق الى تكبيل مبارك و النزول الى شوارع الثورة كان يستمد قوته من مجتمع مدني و يستمد مرجعيته من وطن مصري
الاسلاميون و اخر من التحق بالثورة و هبطوا الى الميادين بعد أن رأوا ان قدر الثورة بدأ يغلي .لماذا التحقوا متاخرين ؟ هل كانوا ينتظرون ضوءا أخضر ؟و من اعطى ؟ و من اين أعطي ؟ سؤالان عالقان .
نزولهم الى الميادين كجيش داهب الى الحرب تتبعهم و تؤازرهم فئات اجتماعية واسعة تلعب دورا حيويا في التنظيم اللوجستيكي على جميع الأصعدة من التموين الى التعبئة الى الهتاف و الصراخ .التنظيم و الانضباط و السلوك أهم ما ميز التحاق الاخوان بركب الثورة .و اثناء الثورة كانوا على اتصال وثيق بالتنظيم العلمي للاخوان المسلمين تنظيم يضم 80 مليون عضو .
لا عاقل فينا سيصدق خرافة تواجد هذا الأخطبوط الكبير و تركه يتوزع على العالم بلا حسيب و لا رقيب و لا مضايقات عبر الحدود و في البلدان ؟ اننا أمام تنظيم عابر للقارات و رقم تبادلاته الاديلوجية يفوق كل تصور .كما أنه عضو نشيط في تداول المال على الصعيد العالمي و يتبنى الاسلام كحل ؟ يصعب علينا تصديق أن الغرب صار يفتح أبوابه للاسلام و لا يطارده .نعرف أن جميع الادبيات الغربية سواء كانت دينية أو ثقافية أو سياسية ,,,,,,كلها تضع ضمن أولوياتها الحذر الشديد من الاسلام و و أغلب هذه الادبيات يضع الاسلام موضع مرض عضال وجب استئصاله .
لا أصدق ان المخابرات الغربية غبية لتترك تنظيما من 80 مليونا من المفترض انه عدوها الأول يرقص كما يشاء في الساحة الدولية و قرب مصالح حيوية .الأصح هو ان هذه المخابرات وضعت هذا التنظيم تحت مجهرها و تعرف جيدا أنه لا يشكل عليها أي خطر و لا يهدد مصالحها بل انه سيكون دراعها في الحروب و زرع الفتن من اسيا الى أقاصي اربا .
ابان الثورة كان للاخوان النصيب الكبير من التمثيل السياسي و القليل من التمثيل الاجتماعي ان صح التعبير عكس الشباب الذين قادوا الثورة كان لهم الكثير من التمثيل الاجتماعي و القليل القليل من التمثيل السياسي .و كانت اللعبة التي ستحسم الامر بينهما هي اللعبة الانتخابية و دخول الطرفين اليها ليس عادلا
الاخوان جماعة منظمة و منضبطة و المريب انه لم يسبق لهم أن وصلوا الى هذه الدرجة القصوى و المثالية من الانضباط اثناء المحطات النضالية السابقة التي شهدها تاريخ مصر
الشباب ليس لهم من انضباط سوى تلك العفوية الصادقة كرد فعل على تدهور الاوضاع و الحقوق و الحريات
الاخوان يتمتعون بدعم قوي من دول الخليج (متى كانت دول الخليج تحرص على الاسلام )و ألأعضاء المنتشرين حول العالم .كل الاموال التي كانت تتي للاخوان لم يدخلوها في أكياس بل كانت تمر على شكل تحويلات بنكية و تحت عيون المخابرات الغربية لحظة بلحظة .كل التحويلات كانت توثق و يعرف حجمها و تعرف الجهات المستفيدة منها و لا يطالها الحجز و المنع و كأنه لا يوجد قانون لمحاربة الأموال الداعمة للارهاب ؟و هم يقرنون دائما الاسلام بالارهاب ؟
لن تمر هاته الاموال لو لم يكن هناك اذن بمرورها .و دول الخليج ليست بالغباوة التي تسمح لها بارسال أموال الى عدو مفترض للغرب .و هل دول الخليج قادرة أن تتخد المبادرة من تلقاء نفسها لتغيير وضع و نظام سياسي في الشرق الاوسط ان لم يؤذن لها و تتلقى الضوء الاخضر من أصخاب القرار الحقيقي الاطلسيين الصليبيين ؟
الشباب ليس لهم دعم مالي .كانوا مثل أنصار الرجاء البيضاوي في مونديال الاندية يناشدون أمهاتهم لترسل اليهم المال .الوالدة سيفطي اللعاقة الرجاء بافية ..
الاخوان كانوا يحضون بدعم اعلامي و تلفزي على المستوى العالمي ,بل هناك من الشبكات من تخلت عن وظيفتها الاعلامية الاخبارية و ذهبت الى الحرب مع الاخوان ,و راهنت بكل نواجدها على تغيير النظام .من سمح لها بهدا العبث بنظام استراتيجي في الشرق الاوسط و جعل مصالح الغرب في كف عفريت ؟ الاخوان توفروا على دعم لا محدود من اعلام احترافي قادر أن يحول الشيطان الى ملاك .
الشبا ب كانوا يقدمون في الاعلام كأطفال مدارس و مراهقي ثانويات غاضبون لابسط الاشياء و أتفهها .الخطة كانت تقضي ان يعاملهم الاعلام كقاصرين و كان الهدف الحد من امكانياتهم الثورية اللامحدودة ة و الالتفاف على مشروعهم الثوري .انهم يعرفون أنهم الفئة التي بدأت الثورة و أنهم الأصعب في المعادلة التغييرية
الدخول المتأخر للخوان في الثورة كان حتى صفقة مع النظام لاحتواء ثورة الشباب لان النظام و الاخوان يعرفون جيدا أن الشباب يمثل عليهم خطرا و يفسد اللعبة السياسية .و يعرفون أيضا أن الشباب حملة أفكار حرة لا تعرف حدود و هم لا يريدون هدا النوع من الافكار الذي لا يعرف حدودا لعنانه
المجتمع المدني الدولي و الذي يعتنق الافكار الحرة و الحريات و الحقوق دعم الاخوان على حساب الشباب .و نحن نعرف ان المجتمع الدولي المدني ممول من طرف المجتمع المالي للبنوك و يخضع في سياساته لتوجيهاتها .
و حتى و هم يختزلون الشباب في دور كومبارس كومبارس الثورة كانت أجهزة الاستخبارات الغربية تعرف أن تصادما وشيكا سوف يحدث بين الاسلاميين و الدمقراطيين اللدان أقصيا الشباب .و ستستمر هذه المخابرات في تدعيم الطرفين كما تفعل دائما في جميع أنحاء العالم .و ستدع الطرفان يتقاتلان الى حد الانهاك و الانزاف .. بعدها ستتدخل حينما يهوي كل شيئ و يعم الخراب و أي طرف سيصل الى السلطة سيكون مدين لها بمصر كلها ,
هكذا كانت تفكر و تخطط ابان الثورة .
و جاءت الثورة ووصل الاخوان بمساعدة الغرب الى الحكم و قدموا للغرب هدية استراتيجية ثمينة تمثلت في القضاء على حركة وطنية في بلاد الاسلام
و قام السيسي بانقلاب على الاخوان و استرداد الحكم للعسكر و دائما بدعم و ضوء أخضر امريكي
و بين حسني مبارك و الاخوان و السيسي ضاع وطن اسمه مصر أم الدنيا و القاطرة الوحيدة القادرة على جر القطار العربي .و هذا ما أراده الغرب مند البداية
لا عدالة الثورة في مصر