الاثنين، 30 مارس 2015

نص قصصي:انزار // بقلم لغريسي محمد



نص قصصي:



أنــــــــــــــــزار


بقلم لغريسي محمد


أمطر هدا الجفاف الهستيري نهارنا الأمازيغي بقســـــــــوة.أطل علينا ضياعه الفاجــرمن نافدة نازية عمياءفتك الذئب ابن الثعـلب بأناشيدنا يا ابنة عمي.وهـرول أنـزارهاربا يختلس زيتــنا.وشمعنا.وخـــبزنا. وقهقهة الأجداد.



النباتات الشعرية التي كانت تقرأ القران خلف تلك الحقول. فسـد لونها الغزلي.علـمت أن الأسمــاك الملونة قد انتـحرت بهدوء كدلك.أمـاابنة عمي السمراء فرأتهن لا يملأن القربة الجلدية ورمانهن لا يطرب.



صيف هدا الوقت غمزة جهنـمية. لمدة سنة وسنة كامـلة. لم تنهمر على أنف الكلاب قطرة واحـدة. الاشجار التي كـانت بعدد جبال الدنيا.احترقت ثمارها العشتارية.حتى الترنيمة في فم البدويين جفت. كلابهم القصيرة لا تشرب إلا اللــــهاث. تعض ذيلها فقط. تنبح...تنبح...



النوارس يا ابنه عمي.تعـود الى كوخي. تسند منقارها الأصفرالذابل على صخرة ذبحها الهــم.ولا تـــزقزق الجدران كما كانت.



................



أنابيب غشت العمياء تحرق كوخي يا أنت . تــتركه مخــربا تمـــــــاما.تحت وسادته الهضبيـة. بين التـلال هناك ذكرياتـنا الصامتة صامتة.لا تسافرالى المعاني البعيدة التي نـريد.وأطفالهن يلحسون بحسـرة مخاطهم اليابس اللديد.قلت لها انني جائع.أكاد ألتهم أمعائي اليابسة.



هرولت هي نحو طنجرتها. وبدأت تطهو لي أكلا عبثيا:



لحم السلاحف والقنافذ الصحراوية الميتة../



بصلتان نحيفتان مفرومتان./



فلفل../



تصاعدت رائحة العرعار وكبريت الطنجرة المهترئة تماما.ثم وضعت لي في صحني المثقوب مرقـا قلـيلا.قليلا كدلك من



من جلد الضبع الأبيض.وجلباب الثعبان...



أشواك الفأر البري./



ذيل السحلية./



هيكل السلحفاة الإفريقية



قالت ابنة الطيش:الان قد يهرول السقاء من باب شالة نحونا.لحيته الخضراء باقة نعــناع.وقربــته الجلدية منســــــــمة بقطران العشاب وعطر السحابات. فيسقــينا. نعم واحدا.واحدا سيوزع على أطـفالنا نقودا حسنية قديمة. وناقوسـه يرن يرن.يرن..



لكن الامطار لم تسمعنا.وناقوس السحابــــــــات لم يـرن. ولم تمنحنا الشمـــس لونها الأخضر.فقـط فعلتـها بي. سممتني الحمقاء.وسببت لي لوثة اضافية



.....................



صعدنا الربوة أنا وهـي.



خاتلنا ضفدعة السر خلف حافة البئر. ثقبنا ضهر الضفدعة بازميل الشــوافة.وضعنا هـدا الأمر في وعاء كالضـبابة.ثم قـرأنا على الخليط السوريالي ايات يهودية.



لعل الضفدعة تتحول الى سحابة



والسحابة لعلها تتحول الى سمكة ملونة.



والسمكة التي لا ألوان لها. لعلها تتقيأ فوق رؤوسنا رنة أنزار..



فأتزوج امرأة أخرى غير ابنة عمي.أبتهج من جديد تحت جدائل غيـــث انثوي جديد.الا أن الحمارة لم تتـــــــــقيأ علينا.



والناقة التي ركبت انا وابنة عمي فوق ضهرها.في ورزازات .لم تخـرج سالمة بعد من ســـنم الابرة.



................



لما نزلنا من الربوة.وجدنا بغلة دكالية رمادية.فركبنا ضهرها.أدناها ضامرتان.أكتافها معـقوفة الى صـــدرها. سارت بنا تبلع المسافة والمسافة والمسافة.ونحن بين أرض وسماء وواد.ارتفـعت غـيمة نحونا وقدمت لنا تحية مكية عــــــريقة زغردت كشيخة سطات بقوة.بان لنا لسانها المشقـق وكأنها تدخن الحشيش الكولومبي.ثم غارت في افقـــــــها السري. برأسها المثات العريض.المغــطى بحراشيـف السمكة التــي رأيــــت. وهي. فاغرة فمها. كان واسعا فمها..واسعا..



...............



ثم../



تبعنا رجالا بعدد الحصى والحصى. رؤوسهم صلعاء.يشنقون رأس السمـكة الملونة بين أضافرهم المتوحشة.الأنثــــــى



الملونة تـترنح وتسير وئيدة نحو حتفها.وهم يـــــــــــثرثرون. يمضغون قـات صنعاء. يـرددون الايات الغامـضة التي لا تفهمها ابنة عمي.لأنها علمانية من قاع تنغير.تعـــبد نزوتها خلف الشمـس. تشرب غير الشاي ان أرادت.وترقــــــــص كالحداثة بدون حجاب.تسهـــــــر الليل كله وتزعج لـي دائما دماغي.



................



ذبح امامهم الأعرج رأس السمكة.ثم صعدت العرافة التي في أول الصـف.فـوق رقـبة خــدوش تلة قريــبة.أشــــــــــعلت النارفي ملابسـها الصفراء الفاقعة فـظــهر ســــــرها الجميل.وطفلتها التي ما زالت صغيرة خلفها. اطربت أدنــي وقالت بصوت رخيم:



يا أنزار



عروسك الأمازيغية تتوسل اليك



فاعلن البدء



كي تنضج سنابل الدرة وتتكاثر عناقيد النخلة



يا سيد الماء.



يا أنزار



........................





في الليلة الأخيرة.امتد الماء مجنونا كسرها الجمـيل.اتسع كالحـكايات والمجازات.انداك خرجت الحمــــــقاء من سجنها. وركلت باب كوخي خلفهـا. ابتعدت هناك.ولـــونت تفاصيل شفتها الافريقية الغليظة بالعكرالفـاسي والحرقوس.ركبــــــت زورقـــها خلفي. وهي تهتف: ما أحلاك يا حبيبي الجديد.أأنت مطر أم أنت جنوني.



قلت لها: هدا أنزار



قالت: تكفيني أصابعه المخملية.أما أنت يابـن عمي الاحمق فلا حاجة لي بقصـــــــــــتـك.اغرب بعيدا ادن.ومـزق ورقتك



الخميسات في مارس1989






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق