بقلم لغريسي محمد فبراير 2004 سوكت فمها بسواك حار يشحذ الشفة ويشفي اللثة.كحلت عينها الحوراء.نحـتت رمشها المضطرب ركـبـت أنا المسم ـــــــ ى أسفله خلفها فوق جحشتها المطهـمة ذات البطـــن المنحرفة المكورة وكنت لا
خلفنا كانـت اللقالق تـؤدي رقصتها الروسـية. والضفادع بنت الكلب تغنـــــــي أغنية افريقية رديئة الصراصير هي الأخــرى تصدر ضجيجها الأفغاني بعناد وإلحاح.
..........................
مغناطيس غريب يجذبني نحو خمارها ورنين دماليجــــــها. هي كأنها أنا أخاف عليها تــارة/وافـــرح بهـــــا تارة.. حليبها الملكوتـي بين اضراسي توت. نعـــم.أحبها وان نهرتني يوما أمـام أصدقائي بايت الغازي. اسـتشاط غـضبي فجـأة. وصرخت:
-ما هده الزميطة الحائلة..
انزويت تحت شجرة الجبوج. وشعـــرت فجأة كما لو كنت هـدهدا وبحرا متمـردا. أبــحر في رواية الحرب والسلام/ أمـــضغ أوراق: تجاعيد الليث/ أسبـح كما الرصاصة الطائشة وأنسى ألمها .وابنـي
قصوري الزئبقية في:ديوان الفروسية.
كنت طبعا وحشا يونانيا يمـضغ الحبروورق السكرالازرق وهكدا أسكن فوق مخ الدنيا.لدة لاحــــــــــدود لها تشبه ترتيــــــل ايات من الفرقان الفردوسي .
مثلا: ايــــــات من سورة الكرسي
دعاء اللطيف الدي تدمع له عين الملحد والعابد.
ترفعني السيدة العالية فـوق رقبتها. تشير لي نحو هضاب تابريكــت وسهل بطانة الســـــــــهلـي .السهل الوثير والهضـــبة الخجولة يتمــــــايلان. أرجوحتان رومانسيتان. وعـينـي الصغـــيرة حائرة. ترى شعاعا منحدرا نحو مشنـــــــــقته. أشجارا تتخاصم بصوت مرتفع وعـدواني. تقول كالبـشر كلاما دنيـئا. تلكزني السيدة بمهماز الجحشة.تقول لي:
- ســلا الساهرة بين أفخاد الأولياء وضجيج القراصنة.كلها لك./
- استـمتع يا ابن رقية بنت موحى/
قف واستنشق هـواء المرابطين الحر/
قف واشرب لك بلسمـا من باب شــعفةالعميق الى براريك الدوارالشاردة في عبثها السرمدي.بحي العكاري
نقصد دكان سيــدي الغالي./. يشوي لنا الرجل العريض. دوالشـــــارب الكث بضع سمكات عربيات فوق الشواية.الدخــــــان
الملعون يعاند ريقي .يسيل على ياقة قميصي. استلذ السـمكة بين أضراســـي السمكة هي الأخري أعجبها اللعب واللــــعاب. ســال ريقها ولطخ عمـودي الفقـري.
-على العمـوم هـي ألد من الزميطة التي تمزجها سيدتي بزيت العود ورداد القرفة الحلوة. تحـشــوبها بطني المنــــحرف الا
أن تنتفخ الاجاصة. أهرع نحو الميضة وظهـري مقوســــــة نحوالركبـتين. تصم أمـي الأدنـيـن بـخمارها الباكستاني. تخـفي أنفـها المراكشي المتخن بالتزاويـــــق العثـمانية. وتقول لي:
رائحتك يا ابن المعازيز مثل غائط المطر.
في طريقناعثرت علــى كـتب قديمة تقـيأت عليها أنثى الحلــــــزون.أجمعها كالمتسول المحترف بيـــــــــن الدراعين.وأقول:
-هده الحروف الكوفية هي التي سـوف تكون زوجتي وحبيبتي وسيفي الشيعي في وقت الـــــشدة وتمد لي الشـــــــراع ان غرقت في طوفان وطيف هده الدنيا.
مبتسم الفم كنت والريش ينب ـ ث في مفاصلي الأميرية. سعـيد الشأن كنت كأنني طاووس من بغداد.
...........................
- يا ابني.هدا الفـقر يفترس أغانينا وملابسنا السـفلية. بعيـونك الواسعة تستطـيع أن تكنس ملوحة البـحــــرالتي تتكلس في حلقنا. وتشـيد لنا منزلا صينـيا فـوق أنف الحاسدين.
سوف تكون غدا قائدا يلبس سلهاما واثـبا./
أوأستادا يثرثر في حمام الرجال والنساء ويكتب اسماء الألم السعيد بالطبشورة./
قــد تشتري لي قفــــطانا من حرير صفرو./
قد امتطي رفقتك سيارة اوسع من البحر ورفرفة القفطان./
أسمغ نسغ الكلام الرقيق.فنســافر الى أسيغاو وتانــــوبارت.نستورد من هناك فجــلا أخضرا/قنــافدا ضــوئية من باديــــــة تيداس/ونركب الخيول عند مصـب ضاية رومـي. نغطس بنصفنا العاري ونصفنا الحجـــــري معا نحو قاع بارد. القواقع في
قاع الـضاية لؤ لؤ ومرجان وطرق ملتوية وجبال قاسية ونسـاء لهن أرداف بلا وجه.والحية الزرقاء تصافــــــحنا وتلحـس بطن امي كما يفعل النسيم بورقة البرتقالة. ثـم نلـبــس ملابسنا.وننصرف نحوالضريح الموالي..
في تلك الليلة التي لا أكاد أصف رونقها. هيـــأت الأم البقولة الشهية في قعرالطــاجين الدي يحكي لنا قصته السيـــــــزيفية التي لا تنتهي.هدا الطاجين الطيني مثل نهر الليطاني يبكي صامتا ويستمر في النحيب.
تزحزح بنت موحى الغطاء.اتلمس بيدي لفتا اصفرا. قزبرة طرية. كرنبا دكوريا.طماطــــما أنثويـة كورت اللقمــــــة وبلعت البقولة المحشوة بالبيض البلدي وعيدان الزعفران السوسي الدي يغفو فـوق نهد شيشاوة الذكري.
أقبل فــــــوج من الرعاة بدون أسنان.دراويـــش لا يضحكون ولا يبـكون ولا يتأملون.شبع الأوغاد الطيبون وانصرفوا بيــن التلال والتلال. بقيت رائــــحة اسطورتهم تزكم أنفي.وطربوشهم المكســــر يرفرف نحونا كسرب الحمام. ثم تاهوا هـــــــناك وانقطعت أخبارهم.
رافقتني أمي الى مدرســة ابن طفيل عند سفح الهضبة العـزلاء./
بـرد شيطاني قارس. يســـــــتقر في كل مفاصلي.على امـــــــــــتداد طريقي تـــثرثر وتنشــد شعرها اللاهــــــــــوتي الرنان:
باش نلقى اللـــــــــــــــه
هاهم كلهم يلحسون نافدة ويلحسون ضوءها ويحلمون.ينتـظرون قدوم الأستاد وهـويرتـــدي ثوبا سميكا وجلبابا له لـــون
غبار وتراب.عيناه لا تهدان كانهما عينا حرباء سـاهية.كأنـــــها أسئلة طوطمية وشجرفلسفي.جرثم غول الذاكــــرة ظهـري بالسوط والتوت.ادمى لي أرشيف مخيلتي كثيرا.وخرب اعشاش طير الكناري التي ربيتها.
بزق ابن الشيخــة الحوزية في وجهـــي ووجههم. حتى غرق قميصي المبعثر في واد بهت وابتلــــع طائر الــــــغاق أزراره اللامعة.
عدت الى منزلنا. والزقاقات الصامتة تشـتمني /
والناس السائرون سائرون/ وأناجسد مسطح .تغتالني الأهات.مسحت أمي دمعتي. قـــالت لي:
-هدا الرجل لا يفهـم المعـنى.
.ووصتني أن أقف دائــما وأنا في غمـرة التعب بشكل عمــودي.كما تقف الثماثيل الرومانية فـــــي متحف زمنها.مسحــــــت
دمعتـي الخريفية الثانية بخـمارها الشعري الرخيم.
-اصبر يا ابن المحنة الجميلـة./
يوما ما سوف تكبـرفيك الأشواق العظيمة./
-اصبر وسـر منتصب الأنـف نحو نشيد السـياب. كي لا نشرب هده الحريرة الباردة مرة أخرى. كي لا تغطــــــــــــيك خادمة الضريح ببطانية أرفود /
كانت عيناهاالصارمتان واسعتان ككتاب سيميـائي.وهـي تحكـــي ووجهـها شمس والعالم كله حبة تين مر.الحسه بالعينين. فيغدو أديم سيدتي المقدسة مزهرية.
تسحـب ماء صيدلانيا من الخابـية.أشم وشوشة التراب والخـروب والقطران الرقيـــــق في القدح البدوي وأشرب كالمجنون دون انقطاع.أما شعرها اليابانــــي فكان يمـتد من سور شالة الى ســـورا متشحا بحناء تافيلالت القحة.
كانت حقا امرأة لا كالنساء.تضحك رغم رماد جفنها. تنام بعينين فسيحتين.وتهتـف دائما فـي أدني:
لا تحزن./ هده الدنيا نكتة بالية.
هناك من هو في اسفل الغم تحتنا.
وهناك من هـو في أعلى هده المزبلة.
ثم قــــصدنا مـعا سوق الكلب:
ســوق بشرية هائجة .ها بائع العصير اليابس./
ها بائع الطرب الخليع./ها بائع الجسد المنعدم./ها بائع الخرافة
ها الرجل الدي يصارع الأفعى دات الرأس الرباعية. يرعبـني/ فأشعر بمداق البادنجان في خاطري هاالمــــــــرأة التي غطى الشيب التعيس نصف رقبتها المتكلسة.تشرب ماء الجن الأزرق.تمضغ الزجاج بشكل متطرف. تأمرنا:
...........................
أما دلك الدي كان يحكي الأزلية فقد سحرني.جعلني أتغيب عن مدرستي شهورا متـتابعة. جعلنـــي لاأعبأ بالقوت والدسم الا أن هزل هيكلي الكاريكاتوري واستفحـلت الشوك الواخز علـى معدتي...
يكذب علي الراوي فتصدقه أحاسيسي التي تفيـــض وتنهـرق .أذوب نحاسا نظيـــفا في شخــصيات الحكاية. أتســــــــلل الى عمق ما اسمع بقلـــــبي فأرى الجنان والفيافي وأسـفار الأنبياء .أتمنطق سـيف عنتر وأخرق بطن المارد الذي يتحول.أعلن انتـصاراتي الورقية عند الأبواب الجبسية المـقوســة /
أتسلل الى بيت بلقيس وأرغب في قبلة من فمها البيروتي.
ألبس الاستبرق الوفير وعندما يحل ويهل الاشراق.أبـوس قدميها الغارقتين في ماء العسجد. يهب دماغي. فأبرح الــــرحبة صحبة بنت موحى الى الحلقة الرابعة..
أتدكرين يا سيدتي: صورة القرد والقراد....
يجلس القــراد القرفصاء.يصـدرأمره العسكري.
يلوح بالعصا العجيبة. يقول للــناس:
هده العـــــصا:أتوسد عليها وقت الهاجرة/
اهـش بها على صاحبتي في فراشنا/
أكتب بها مذكراتي الالكترونية على التــــــراب/أحسـب بها خسارتي التي تلازمني.أش ـــــــــ رح بها أفكاري حينما لا يفهمني العالم../
...........................
يتكلم القراد. يغمز للقرد ميمون ويتفاهمـان. يتناول ميمون حبات عباد الشمس بتشـــنج كما نحن. ويبزق علــــينا كما يفعل كل قرد في الدولة والحكومة.
هؤلاء القرود يتسلقون.يأكلون ألــد موزة في البـلد.وحينما يعودون الى رأس الدوار. يشتمون/ يبـزقون/ يحرقون أعصابنا بكــــامل البرودة.
القرد ميمون ينط/ يقلد جلسة الـقائد/ يقلد مشـية الكوماندار/ يــقلد غطـيط المزلوط/.
بقينا هكدا في الدوائر المتــشابكة الا أن سقط الـقرص الوهاج بين أقـدامك وأقدامي.ولما وصلنا الى رأس الدرب. وجـــــدنا رهطا من النساء يتخاصمن. وينحتـــن بألسنتهن كلاما فاجرا...
باست هده السيدة الحائرة جبهتي. وغسلت شعري المجعد بصـــابون الكــف. نـزعت جميع ملابسـي الداخلية.وغمستها في الكافور. غطتنــي ولم أكن شـيئا البتــة بالكاشــة الثقــيلة. فنمـت نومـا هادئا يمتد من جبال الأمازون الى هضاب الأنــــــــكا العميقة.
ورأيـت جسدي يطير مثـل الأفاعي بلا بلا جناحين.
-هده سيدتي وشجرتي تعاملني كالفراشات./
هي ستكون خالدة معي في حياتي ونهايتي.
..........................
بارك الفقـيه المسيحي اسمها.رمى بطلاسـيمه الخاسرة في مجمر الشوافة.وأحرق خرافاتـه. والسيدة أفروديـــــــت سمتني:
أدونيس الهندوسـي.وأمرتني أن أبوس أقدام بنت موحى التي لا تموت.