هل سيتم اعتقال أحمد الريسوني؟
النهار المغربية
يونيو 1, 2015
النهار المغربية
يونيو 1, 2015
تقوم السلطات الأمنية وتحت إشراف النيابة العامة، التي يترأسها مصطفى الرميد وزير العدل والحريات، باعتقال شباب ويافعين بتهمة تمجيد الإرهاب وخصوصا تنظيم داعش والخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي، وليس لدينا شك مطلقا أن السلطات الأمنية تقوم بواجبها، ويقوم أحيانا قاضي التحقيق بمحاكمة البعض منهم في حالة سراح، بعد أن يتبين له عدم جدية الخلفيات التي تقف وراء كتابة اسم داعش في ورقة الامتحان. اليوم نحن أمام نازلة خطيرة، تفيد بالكيل بمكيالين في تطبيق القوانين. لقد نص القانون الجديد على معاقبة كل من يمجد الإرهاب ويحرض عليه. وتنفيذا للقانون الذي هو فوق الجميع، وأكبر من الحساسيات السياسية والدينية، نتساءل لماذا لم يحرك مصطفى الرميد، رئيس النيابة العامة، الدعوى العمومية للتحقيق مع أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق، لحركة التوحيد والإصلاح، راعية حزب العدالة والتنمية وأمه؟ الريسوني وقع على بيان "نداء" أرض الكنانة، بصفته نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، يدعو إلى قتل العسكر والبوليس والصحافيين ويدعو للجهاد المسلح. لماذا وقع الريسوني على بيان للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين؟ ما أقدم عليه الريسوني ينهي حكاية عدم انتماء العدالة والتنمية لتنظيم الإخوان المسلمين. ويؤكد بالملموس أنه منهم وأنه منخرط في معاركهم، ولو اقتضى الأمر تحويل المعركة لمكان آخر لانخرط فيها الحزب الإسلامي، الذي يقود الحكومة حتى لو كانت وجهة المعركة هي المغرب. بغض النظر عن انتماء الريسوني لجماعة الإخوان عبر تنظيمها الدولي، فإن مساندة جماعة إرهابية مصنفة على أكثر من صعيد، والدعوة للقتل والجهاد المسلح، تكتسي خطورة كبيرة. فما الفرق، يا سيادة رئيس النيابة العامة، بين شاب أو يافع مجد داعش وبين تحريض الريسوني على القتل؟ فالقانون يعاقب كل من "التحق أو حاول الالتحاق بشكل فردي أو جماعي، في إطار منظم أو غير منظم، بكيانات أو عصابات، أيا كان شكلها أو مكان وجودها، ولو كانت الأفعال لا تستهدف الإضرار بالمغرب وبمصالحه". كما يدخل في هذا الإطار "تجنيد أو تدريب أو دفع شخص أو أكثر من أجل الالتحاق بكيانات أو تنظيمات". ونذكر الرميد بما قاله أثناء الدعاية للقانون الجديد "هناك دعاية قوية تستهدف شبابنا كما تستهدف دولا أخرى، ونحن أردنا بهذا القانون أن نحمي شبابنا من هذه الدعاية، لأن بؤر التوتر أصبحت محرقة للشباب المغربي". الدعاية اليوم يمارسها صديقك يا سعادة الوزير. الإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين وأجناد بيت المقدس وداعش بسيناء وكل ربوع مصر يسمى عند الريسوني جهادا مسلحا. فلماذا يكيل الوزير رئيس النيابة العامة بمكيالين. لماذا يعتقل الآخرين ويترك صديقه ورفيقه في الحركة والحزب حرا طليقا؟ لماذا لا يأمر بالتحقيق معه كحد أدنى؟ هل لأنه رئيس سابق للحركة؟ هل لأنه صديق للوزير ولرئيس الحكومة؟ لكن ما قام به الريسوني خطير جدا لأنه لا حدود للفتوى الصادرة اليوم وقد يتغير مكانها حسب تطورات الأوضاع.
هل سيتم اعتقال أحمد الريسوني؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق