فترة ما قبل الانتخابات , هي فترة مناسبة جدا لترويج الخطابات التيئيسية التي ترتكز على فكرة أنه لايوجد المصلح وأن أمر التغيير أكبر منا , وذلك من قبل أطراف لها المصلحة الكبرى في اقناع جزء من الشعب بظلامية المشهد , وبعدم جدوى المشاركة فيه . وان كانت هذه الخطابات تجد لها صدى كبيرا لدى فئة من الناس ممن فقدوا الثقة في زعماء المسرح السياسي الذين يتقلبون حسب الظروف والمواسم ويؤثثون اتحاداتهم وقطبياتهم وفق ما تقتضيه الحالة على رأس كل موسم انتخابي , وان كان فقدان الثقة هذا شيئا مشروعا بل طبيعيا ,خاصة عندما تجري هذه التحالفات في آخر لحظة وكأن الانتماء السياسي مجرد موضة أو حاجة لاتمت بصلة للمبادئ والمرجعيات التي يحاولون اقناعنا بها دونهم , فاننا نجد أن المنتفعين من دعاة المقاطعة يوجهون تأثيرهم أكثر على فئة خاصة من المواطنين , وهي الفئة التي لاتسكن الوطن الا بأجسادها , ولا تمارس فيه المواطنة الا عندما يتعلق الأمر بحقوقها . بل انها لاتخوض المعركة الحقوقية الا في شكلها المتيسر السهل ,(اضراب عن العمل , مقاطعة التصويت) . بل غالبا ما لا تلجأ لنيل حقوقها الا بالطرق الفاسدة واللامشروعة , كهدر زمن العمل وخفض الانتاجية والغش واللجوء الى الرشوة في حال تعذر أخذ الحقوق . فهل لمثل هؤلاء نظرة استشرافية للمستقبل تشمل الأجيال القادمة , أم أنهم أناس لاينظرون الا تحت أقدامهم ولا يهمهم من الأمر الا أمرهم ؟ لأن المفروض أن أي فتات يصلنا من حكومة ما دون أن نعرف مصدره ونجاعته , ينبغي أن يجعلنا نقلق على مصير الأبناء والأحفاد .
فما معنى المقاطعة ؟ ومن هم الذين سبق لهم أن جربوا المقاطعة ؟
للحديث بقية . .
هل سبق لك أن جربت المقاطعة ؟ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق