بين دواليب الكنوبس، ومكاتب التعاضدية العامة لرجال التعليم ، تاهت الملفات الطبية معلقة بدون تعويضات منذ شهور، رجال التعليم من ذوي الأمراض المزمنة، باتوا ملزمين بتحمل تكاليف علاج باهضة، بعدما تخلى عنهم الجميع دون أسباب واضحة، المبررات المقدمة واهية بعضها يتعلق بالنظام المعلوماتي للكنوبس ، وبعضها يشير أن الكنوبس يعاني اختلالات مالية، أو ربما هو سوء تدبير مالي وإداري من قبل التعاضدية، جعل المرضى يقترضون من أجل تغطية مصاريف علاج باهضة، ولشهور دون تفسير واضح حتى الآن .
ورقة بيضاء صغيرة تحمل الرقم 344، سلمنا إياها موظف الإستقبال، بينما كانت اللوحة الإلكترونية داخل بهو الإستقبالات بالتعاضدية العامة للتربية الوطنية تعلن الرقم 314 ، عبارة قصيرة باللغة الفرنسية في أسفل الورقة، كانت تشير أن الدور على حاملها، سيحين بعد ثلاثين شخصا بالتحديد، البعض كانوا جلوسا والآخرون وقوفا، أمام شبابيك يفصلها عن الزوار، زجاج شفاف كتبت عليه أرقام حمراء وبعض الإعلانات الإدارية . كل شئ يدل على أن الأمور تسير بشكل عادي جدا، بعض الشباب ممن يمتهنون ملأ الملفات والوثائق، يقتعدون أدراج مدخل البناية، في زنقة حلب بمرس السلطان, رجال ونساء التعليم يضعون ملفاتهم الطبية، وآخرون يتسلمون أخرى في حركة دؤوبة، حتى في ذروة موسم العطلة الصيفية ، لا شئ يشير أن هذه البناية تعيش على ايقاع العطلة سواء من حيث الزوار المتوافدين أو موظفي المؤسسة .
التعاضدية العامة للتعليم
الإعلانات كثيرة هنا وهناك، طلبنا من المشرف على الإستقبالات لقاء مدير الموارد البشرية، بأدب جم أرشدنا إلى رقم مكتبه في الطابق الثاني ، أول ما يصادفك في هذا الطابق لوحة كبيرة تشير، لرقم كل مكتب وطبيعة مهام صاحبه، لكن الرقم الذي دلنا عليه موظف الإستقبالات، غير مدون على لوحة الإرشاد، يمينا وشمالا فشلت كل محاولات البحث عن المكتب المذكور، فجأة ظهر أحد الموظفين يحاول فتح باب مكتبه، محاولة استفساره عن المكتب السابق ، قوبلت باستفسار عن السبب وراء الزيارة ، و بمجرد علمه بموضوع الزيارة، أكد لنا أن الأمر حقيقي وأن هناك مشاكل كبيرة في دراسة الملفات الطبية، لكن ليس الأمر بيد التعاضدية، وإنما بسبب إجراءات (الكنوبس)، لكن مادام الأمر يتعلق بطلب معلومات للنشر ، فقد قرر إحالتنا على مكتب مدير الموارد البشرية للتعاضدية العامة .
«ما نبغيش نعاود نرجع هنا أولدي …» عبارة بصوت عالي تناهت إلى الأسماع، من خارج مكتب مدير الموارد البشرية، كانت امرأة تخاطب المسؤول بعبارة (أولدي) رغم أنه في سن والدها، لكن يبدو أن الغضب استبد بها، وهي تحاول طرح مشكلة تتعلق بملفها الصحي، مضيفة «راني جايا من كلينيك… على قبل هاد الورقة …» غادرت القاعة دون أن تكترث لوجودنا، تم عادت بسرعة تستفهم المسؤول السابق عن اسمه، « تفضلوا، تفضلو ا، مرحبا…» ترحيب حار أعلنه المسؤول حتى قبل أن يعلم طبيعة الزيارة، وحتى بعدما علم السبب، فقد شرع في استعراض الأسباب الحقيقية للمشاكل، التي تسببت في تأخير ملفات التغطية الصحية لرجال التعليم ودون تردد .
الملفات الصحية معلقة
منذ شهرين تقريبا، توقفت عملية تسوية الملفات الصحية لرجال ونساء التعليم، لدى الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (الكنوبس) ، ولعل المصابين بالأمراض المزمنة، هم أول المتضررين من عملية التوقيف هذه، حيث أصبحت تضطرهم ظروفهم المادية إلى الالتجاء إلى القروض، لشراء الأدوية التي تكون غالبا باهظة الثمن، ما داموا لم يتوصلوا بتعويضات الصندوق المذكور في وقتها المحدد . المشكل المطروح حاليا هو التأخير الكبير في معالجة ملفات الأمراض المزمنة, فقد جرت العادة أن يتم تعويض الملفات خلال مدة زمنية لا تتعدى الشهر , لكن مؤخرا بدأ تعويض الملفات يتجاوز الأربعة أشهر ويصل في حالات قياسية حتى ستة أشهر تقريبا, دون أن يتم تعويض المتعاضدين الذين يتحملون تكاليف باهضة, ورغم الشكايات التي يتقدمون بها لإدارة التعاضدية فليست هناك أجوبة شافية في الموضوع حتى الأن . الخطير – حسب تصريح أحد المتضررين – أن هناك ملفات لا تخضع للتأخير ، وتسعى تدخلات من هنا أوهناك، لجعل الملفات السابقة تنتقل إلى العاصمة الرباط مباشرة ويتم تعويض أصحابها في ظرف أسبوع تقريبا, وهوما خلف استنكارا كبيرا وسط صفوف رجال التعليم وجعلهم يفكرون، حسب ذات المصدر في تنظيم وقفة احتجاجية, أمام مقر التعاضدية العامة لرجال التعليم، بسبب التأخير عير المبررة في معالجة الملفات الطبية للمتعاضدين. « أنا مصاب بمرض مزمن في القلب والشرايين … وأتحمل تكاليف أدوية باهضة تتراوح بين 4 آلاف و 5 آلاف درهم كل ثلاث شهور، وأنا اليوم أعيش تحت رحمة هذه التكاليف دون تعويضات لعدة شهور…» فما فائدة هذا التعاضد و التأمين ؟، إذا كان يدفعني إلى الإقتراض من أجل العلاج والإستدانة لتغطية مصاريف العلاج ؟ وما الجدوى إذا أصبح المنخرطون يلتجؤون إلى القطاع الخاص ؟ يتساءل أحد الضحايا عن دور التعاضدية وسبب وجودها، متسائلا هل هو خدمة المنخرطين أم الاقتطاع من رواتبهم فقط ؟
سيستيم الكنوبس متهم
داخل مكتبه الفسيح الذي يعج بالملفات ، وآلات الطبع والفاكس ، كان أحد مساعديه منهمكا في نسخ ملفات ورقية، لم ينردد مديرالموارد البشرية بالتعاضدية العامة، في الإقرار أن هناك تاخيرا كبيرا وتراكما في معالجة الملفات فعلا، السبب حسب ذات المسؤول يعود ببساطة لعامل تقني، يتعلق باعتماد (الكنوبس) لنظام إلكتروني جديد يرتكز تقنية الرمز المشفر( الكود أبار)، هذا النظام لم ينسجم معه الموظفون بعد، بحيث أن المصالح التي كانت تعالج 300 ملف في اليوم, خفضت الأمر إلى النصف تقريبا بمعدل 140 ملف، النظام الجديد دخل حيز التنفيذ بالضبط يوم 18 ماي الماضي، و تصادف مع موسم العطلة السنوية مما تسبب في خصاص كبير في عدد الموظفين، وهو ما جعل إدارة التعاضدية، حسب المتحدث تتشدد في منح العطل السنوية للموظفين هذه السنة .
ذات المسؤول أوضح أيضا أن الإضرابات التي يشهدها (الكنوبس) كلها تسببت في عرقلة الملفات، وهو أمر خارج عن سيطرة التعاضدية العامة, لكن هذا التأخير في معالجة الملفات سيتم تجاوزه مباشرة بعد الدخول الإجتماعي المقبل وعلى أبعد تقدير نهاية شنتبر القادم، حسب تصريحات مدير الموارد البشرية بالتعاضدية العامة، مسؤول آخر بالتعاضدية أكد أن سبب تأخير تسوية ملفات المرض، مرده التدريب الذي يتلقاه موظفو الصندوق، حول البرنامج المعلوماتي الذي سيشتغل به الصندوق مستقبلا ، معالجة ملفات المرضى ، وهي طريقة جديدة تم اعتمادها لأول مرة في تعاضدية موظفي التعليم . التبريرات الأخيرة لم تقنع العديد من أصحاب الملفات العالقة والمصابين بالأمراض المزمنة, فقد تسائل أحدهم عما إذا كان هذا التوقف، له علاقة بلجنة الافتحاص التابعة لوزراة التشغيل، والتي وقفت مؤخرا على اختلالات تخص التدبير المالي للتعاضدية العامة، أم أن الأمر مرتبط باختلالات مالية بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (الكنوبس)، ، مع العلم أن رجال التعليم يقتطع من رواتبهم اقتطاعان الأول لفائدة الكنوبس والثاني لفائدة التغطية الصحية الإجبارية .
خدمات طبية هزيلة
مادام انه ليس هناك مصحات خاصة بمنخرطي وزارة التربية الوطنية موزعة جهويا، ومجهزة بكافة التجهيزات الطبية الحديثة من سكانير وجهاز الفحص بالرنين المغناطيسي، مع تواجد اطباء متخصصين بشكل دائم داخل المصحة ستبقى الخدمات دون المستوى المطلوب، يصرح أحد المنخرطين للأحداث المغربية ، مضيفا « لا نريد خدمات في مصحات تعاقدت معها التعاضدية العامة للتربية الوطنية لانها لا تقدم خدمات ذات جودة رغم الشراكة او العقدة الملزمة لهذه المصحات بتقديم الخدمات الطبية المنصوص والمتفق عليها » . في المصحة المتعددة الاختصاص الخاصة برجال التعليم بالدار البيضاء ، سجلت حالات لمرضى في حالات تقتضي فحصا بجهاز معين, يحالون على مستشفى ابن رشد بحجة انهم لايتوفرون على هذا الجهاز, وفي ابن رشد يسلمون مواعيد ، لن يصل دورها الا بعد مرور مدة تتراوح ما بين شهرالى شهرين على الاقل « ايوا تعالجنا واكتشفنا المرض بكري » يقول المنخرط السابق بمرارة . المرضى باتوا يجدون حرجا كبيرا في الذهاب للمصحات المتعاقدة مع التعاضدية قصد العلاج، بسبب سوء المعاملة التي يعاملون بها من طرف المؤسسات المتعاقد معها، ذلك أن المريض يضطر الانتظار من الساعة التاسعة صباحا الى غاية الثانية بعد الزوال او أكثر، موعد قدوم الطبيب من عيادته الخاصة, بعد ان ينهي جميع التزاماته الخاصة، و مما يفاقم معاناة المرضى غياب قاعة انتظار، حيث يتم حشرالجميع في ممر ضيق، لا يتوفر على مقاعد تريح المرضى اضافة لغياب شروط الاستطباب من معدات الفحص و غيرها. في الوقت الذي يشتكى العديد من رجال التعليم من التأخير الطويل لملفاتهم، لدى التعاضدية العامة للتربية الوطنية لأكثر من ستة أشهر، تتم فيه تسوية ملفات الموظفين بالقطاعات الأخرى في أسرع وقت، وغالبا لا تتعدى الشهر الواحد ، مما خلق قلقا في نفوس شغيلة التعليم ، واحتقانا قد يتطور في الشهور القادمة إلى احتجاجات، شرائح واسعة من المرضى يجدون أنفسهم اليوم في دوامة من الانتظار، وقد بدأت بعض الجهات فعلا تلوح بتنظيم وقفات للمطالبة بالتسوية السريعة لملفات المرضى وتوسيع شبكة الخدمات التعاضدية بكافة التراب الوطني، وضد فرض التعاضدية إتاوات غير قانونية على المتعاضدين بمصحاتها، والبطئ القاتل في تسوية ملفات المرضى، وعدم شفافية التعاقدات مع المصحات الخاصة، وتمركز الخدمات الصحية التعاضدية والتعاقدية الطبية، في محور الرباط- الدار البيضاء .
المزيد: http://ift.tt/1vPZG4k
ورقة بيضاء صغيرة تحمل الرقم 344، سلمنا إياها موظف الإستقبال، بينما كانت اللوحة الإلكترونية داخل بهو الإستقبالات بالتعاضدية العامة للتربية الوطنية تعلن الرقم 314 ، عبارة قصيرة باللغة الفرنسية في أسفل الورقة، كانت تشير أن الدور على حاملها، سيحين بعد ثلاثين شخصا بالتحديد، البعض كانوا جلوسا والآخرون وقوفا، أمام شبابيك يفصلها عن الزوار، زجاج شفاف كتبت عليه أرقام حمراء وبعض الإعلانات الإدارية . كل شئ يدل على أن الأمور تسير بشكل عادي جدا، بعض الشباب ممن يمتهنون ملأ الملفات والوثائق، يقتعدون أدراج مدخل البناية، في زنقة حلب بمرس السلطان, رجال ونساء التعليم يضعون ملفاتهم الطبية، وآخرون يتسلمون أخرى في حركة دؤوبة، حتى في ذروة موسم العطلة الصيفية ، لا شئ يشير أن هذه البناية تعيش على ايقاع العطلة سواء من حيث الزوار المتوافدين أو موظفي المؤسسة .
التعاضدية العامة للتعليم
الإعلانات كثيرة هنا وهناك، طلبنا من المشرف على الإستقبالات لقاء مدير الموارد البشرية، بأدب جم أرشدنا إلى رقم مكتبه في الطابق الثاني ، أول ما يصادفك في هذا الطابق لوحة كبيرة تشير، لرقم كل مكتب وطبيعة مهام صاحبه، لكن الرقم الذي دلنا عليه موظف الإستقبالات، غير مدون على لوحة الإرشاد، يمينا وشمالا فشلت كل محاولات البحث عن المكتب المذكور، فجأة ظهر أحد الموظفين يحاول فتح باب مكتبه، محاولة استفساره عن المكتب السابق ، قوبلت باستفسار عن السبب وراء الزيارة ، و بمجرد علمه بموضوع الزيارة، أكد لنا أن الأمر حقيقي وأن هناك مشاكل كبيرة في دراسة الملفات الطبية، لكن ليس الأمر بيد التعاضدية، وإنما بسبب إجراءات (الكنوبس)، لكن مادام الأمر يتعلق بطلب معلومات للنشر ، فقد قرر إحالتنا على مكتب مدير الموارد البشرية للتعاضدية العامة .
«ما نبغيش نعاود نرجع هنا أولدي …» عبارة بصوت عالي تناهت إلى الأسماع، من خارج مكتب مدير الموارد البشرية، كانت امرأة تخاطب المسؤول بعبارة (أولدي) رغم أنه في سن والدها، لكن يبدو أن الغضب استبد بها، وهي تحاول طرح مشكلة تتعلق بملفها الصحي، مضيفة «راني جايا من كلينيك… على قبل هاد الورقة …» غادرت القاعة دون أن تكترث لوجودنا، تم عادت بسرعة تستفهم المسؤول السابق عن اسمه، « تفضلوا، تفضلو ا، مرحبا…» ترحيب حار أعلنه المسؤول حتى قبل أن يعلم طبيعة الزيارة، وحتى بعدما علم السبب، فقد شرع في استعراض الأسباب الحقيقية للمشاكل، التي تسببت في تأخير ملفات التغطية الصحية لرجال التعليم ودون تردد .
الملفات الصحية معلقة
منذ شهرين تقريبا، توقفت عملية تسوية الملفات الصحية لرجال ونساء التعليم، لدى الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (الكنوبس) ، ولعل المصابين بالأمراض المزمنة، هم أول المتضررين من عملية التوقيف هذه، حيث أصبحت تضطرهم ظروفهم المادية إلى الالتجاء إلى القروض، لشراء الأدوية التي تكون غالبا باهظة الثمن، ما داموا لم يتوصلوا بتعويضات الصندوق المذكور في وقتها المحدد . المشكل المطروح حاليا هو التأخير الكبير في معالجة ملفات الأمراض المزمنة, فقد جرت العادة أن يتم تعويض الملفات خلال مدة زمنية لا تتعدى الشهر , لكن مؤخرا بدأ تعويض الملفات يتجاوز الأربعة أشهر ويصل في حالات قياسية حتى ستة أشهر تقريبا, دون أن يتم تعويض المتعاضدين الذين يتحملون تكاليف باهضة, ورغم الشكايات التي يتقدمون بها لإدارة التعاضدية فليست هناك أجوبة شافية في الموضوع حتى الأن . الخطير – حسب تصريح أحد المتضررين – أن هناك ملفات لا تخضع للتأخير ، وتسعى تدخلات من هنا أوهناك، لجعل الملفات السابقة تنتقل إلى العاصمة الرباط مباشرة ويتم تعويض أصحابها في ظرف أسبوع تقريبا, وهوما خلف استنكارا كبيرا وسط صفوف رجال التعليم وجعلهم يفكرون، حسب ذات المصدر في تنظيم وقفة احتجاجية, أمام مقر التعاضدية العامة لرجال التعليم، بسبب التأخير عير المبررة في معالجة الملفات الطبية للمتعاضدين. « أنا مصاب بمرض مزمن في القلب والشرايين … وأتحمل تكاليف أدوية باهضة تتراوح بين 4 آلاف و 5 آلاف درهم كل ثلاث شهور، وأنا اليوم أعيش تحت رحمة هذه التكاليف دون تعويضات لعدة شهور…» فما فائدة هذا التعاضد و التأمين ؟، إذا كان يدفعني إلى الإقتراض من أجل العلاج والإستدانة لتغطية مصاريف العلاج ؟ وما الجدوى إذا أصبح المنخرطون يلتجؤون إلى القطاع الخاص ؟ يتساءل أحد الضحايا عن دور التعاضدية وسبب وجودها، متسائلا هل هو خدمة المنخرطين أم الاقتطاع من رواتبهم فقط ؟
سيستيم الكنوبس متهم
داخل مكتبه الفسيح الذي يعج بالملفات ، وآلات الطبع والفاكس ، كان أحد مساعديه منهمكا في نسخ ملفات ورقية، لم ينردد مديرالموارد البشرية بالتعاضدية العامة، في الإقرار أن هناك تاخيرا كبيرا وتراكما في معالجة الملفات فعلا، السبب حسب ذات المسؤول يعود ببساطة لعامل تقني، يتعلق باعتماد (الكنوبس) لنظام إلكتروني جديد يرتكز تقنية الرمز المشفر( الكود أبار)، هذا النظام لم ينسجم معه الموظفون بعد، بحيث أن المصالح التي كانت تعالج 300 ملف في اليوم, خفضت الأمر إلى النصف تقريبا بمعدل 140 ملف، النظام الجديد دخل حيز التنفيذ بالضبط يوم 18 ماي الماضي، و تصادف مع موسم العطلة السنوية مما تسبب في خصاص كبير في عدد الموظفين، وهو ما جعل إدارة التعاضدية، حسب المتحدث تتشدد في منح العطل السنوية للموظفين هذه السنة .
ذات المسؤول أوضح أيضا أن الإضرابات التي يشهدها (الكنوبس) كلها تسببت في عرقلة الملفات، وهو أمر خارج عن سيطرة التعاضدية العامة, لكن هذا التأخير في معالجة الملفات سيتم تجاوزه مباشرة بعد الدخول الإجتماعي المقبل وعلى أبعد تقدير نهاية شنتبر القادم، حسب تصريحات مدير الموارد البشرية بالتعاضدية العامة، مسؤول آخر بالتعاضدية أكد أن سبب تأخير تسوية ملفات المرض، مرده التدريب الذي يتلقاه موظفو الصندوق، حول البرنامج المعلوماتي الذي سيشتغل به الصندوق مستقبلا ، معالجة ملفات المرضى ، وهي طريقة جديدة تم اعتمادها لأول مرة في تعاضدية موظفي التعليم . التبريرات الأخيرة لم تقنع العديد من أصحاب الملفات العالقة والمصابين بالأمراض المزمنة, فقد تسائل أحدهم عما إذا كان هذا التوقف، له علاقة بلجنة الافتحاص التابعة لوزراة التشغيل، والتي وقفت مؤخرا على اختلالات تخص التدبير المالي للتعاضدية العامة، أم أن الأمر مرتبط باختلالات مالية بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (الكنوبس)، ، مع العلم أن رجال التعليم يقتطع من رواتبهم اقتطاعان الأول لفائدة الكنوبس والثاني لفائدة التغطية الصحية الإجبارية .
خدمات طبية هزيلة
مادام انه ليس هناك مصحات خاصة بمنخرطي وزارة التربية الوطنية موزعة جهويا، ومجهزة بكافة التجهيزات الطبية الحديثة من سكانير وجهاز الفحص بالرنين المغناطيسي، مع تواجد اطباء متخصصين بشكل دائم داخل المصحة ستبقى الخدمات دون المستوى المطلوب، يصرح أحد المنخرطين للأحداث المغربية ، مضيفا « لا نريد خدمات في مصحات تعاقدت معها التعاضدية العامة للتربية الوطنية لانها لا تقدم خدمات ذات جودة رغم الشراكة او العقدة الملزمة لهذه المصحات بتقديم الخدمات الطبية المنصوص والمتفق عليها » . في المصحة المتعددة الاختصاص الخاصة برجال التعليم بالدار البيضاء ، سجلت حالات لمرضى في حالات تقتضي فحصا بجهاز معين, يحالون على مستشفى ابن رشد بحجة انهم لايتوفرون على هذا الجهاز, وفي ابن رشد يسلمون مواعيد ، لن يصل دورها الا بعد مرور مدة تتراوح ما بين شهرالى شهرين على الاقل « ايوا تعالجنا واكتشفنا المرض بكري » يقول المنخرط السابق بمرارة . المرضى باتوا يجدون حرجا كبيرا في الذهاب للمصحات المتعاقدة مع التعاضدية قصد العلاج، بسبب سوء المعاملة التي يعاملون بها من طرف المؤسسات المتعاقد معها، ذلك أن المريض يضطر الانتظار من الساعة التاسعة صباحا الى غاية الثانية بعد الزوال او أكثر، موعد قدوم الطبيب من عيادته الخاصة, بعد ان ينهي جميع التزاماته الخاصة، و مما يفاقم معاناة المرضى غياب قاعة انتظار، حيث يتم حشرالجميع في ممر ضيق، لا يتوفر على مقاعد تريح المرضى اضافة لغياب شروط الاستطباب من معدات الفحص و غيرها. في الوقت الذي يشتكى العديد من رجال التعليم من التأخير الطويل لملفاتهم، لدى التعاضدية العامة للتربية الوطنية لأكثر من ستة أشهر، تتم فيه تسوية ملفات الموظفين بالقطاعات الأخرى في أسرع وقت، وغالبا لا تتعدى الشهر الواحد ، مما خلق قلقا في نفوس شغيلة التعليم ، واحتقانا قد يتطور في الشهور القادمة إلى احتجاجات، شرائح واسعة من المرضى يجدون أنفسهم اليوم في دوامة من الانتظار، وقد بدأت بعض الجهات فعلا تلوح بتنظيم وقفات للمطالبة بالتسوية السريعة لملفات المرضى وتوسيع شبكة الخدمات التعاضدية بكافة التراب الوطني، وضد فرض التعاضدية إتاوات غير قانونية على المتعاضدين بمصحاتها، والبطئ القاتل في تسوية ملفات المرضى، وعدم شفافية التعاقدات مع المصحات الخاصة، وتمركز الخدمات الصحية التعاضدية والتعاقدية الطبية، في محور الرباط- الدار البيضاء .
المزيد: http://ift.tt/1vPZG4k
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق